واحد من كل ثلاثة بالغين مصابون بالمرض الصامت في السعودية جمعية حياتنا تدعوا لتبني مبادرات وطنية متكاملة للحد من ارتفاع ضغط الدم

أصدرت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية “حياتنا” تصريحا بمناسبة يوم الصحة العالمي، والذي يصادف الأحد 7 ابريل 2013 الموافق 26/5/1434هـ، ويستهدف هذا العام ارتفاع ضغط الدم تحت شعار “راقبوا ضغط دمكم لتقللوا المخاطر”. حيث يأتي هذا التصريح امتدادا لتصريحات جمعية حياتنا العلمية تجاه بعض القضايا الصحية الوطنية ذات الأولوية.

وأشار أمين عام الجمعية د. عبدالرحمن القحطاني إلى أن ارتفاع ضغط الدم يُعد مشكلة كبرى من مشاكل الصحة العامة على المستوى الوطني في المملكة، حيث تصل نسبة الإصابة به في الفئة العمرية أعلى من 25سنة إلى 32.9% لدى الرجال و 28.7% لدى النساء، وذلك وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. وهو ما يعادل إصابة شخص بالغ لكل ثلاثة أشخاص تقريبا في تلك الفئة العمرية.

وأضاف “تكمن خطورة ارتفاع ضغط الدم في كونه واحدا من أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وهما من المسببات الرئيسة للوفاة والإعاقة والعجز في المملكة. كما أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بالفشل الكلوي وفقدان البصر. كما أنه مرض صامت وغير مرئي كما تقول منظمة الصحة العالمية، وغالبا لا يؤدي لأية أعراض ظاهرة، وبالتالي يمكن أن يصاب به الفرد لفترات طويلة، ولا يتم اكتشافه إلا بعد ظهور مضاعفاته الخطيرة على الصحة”.

ودعت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية “حياتنا” جميع البالغين في المملكة إلى قياس ضغط الدم، حيث تمثل هذه الخطوة أحد العوامل المساندة للاكتشاف المبكر له والحد من مضاعفاته، كما تدعوهم إلى قياس ارتفاع ضغط الدم بصفة منتظمة وفق الإرشادات الطبية.

وأشار د. القحطاني أنه ولمواجهة هذا الخطر الصحي، على المستوى الوطني، فالجمعية تُطالب بتبني عدد من التدخلات الوطنية الداعمة للصحة من منظور شمولي وتكاملي، ومن ذلك صنع سياسات وتشريعات وطنية متعددة القطاعات، إضافة إلى تقديم مزيد من تسهيل الوصول للخدمات الصحية، وتحسين البيئة، فضلا عن كسب التأييد واستنفار المجتمع لمواجهة ذلك التحدي. وهي تدخلات تساعد

بمشيئة الله في الحد من الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومضاعفاتها وغيرها من الأمراض المزمنة، وسيكون لذلك تبعات إيجابية على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي.

وفي إطار مطالبتها بتبني تشريعات وطنية داعمة للصحة حيال ارتفاع ضغط الدم والاكتشاف المبكر له، فأشارت الجمعية أنها وإذ تقدر وتثمن لوزارة الصحة جهودها وبرامجها حيال تعزيز الصحة والعمل على الوقاية من الأمراض المزمنة، فإنها تطالب الوزارة بإعداد برنامج وطني متكامل للاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة وعوامل خطورة الإصابة بها، بما في ذلك إجراء الفحوصات الدورية التي تشمل قياس ضغط الدم، وفحص مستوى الكوليسترول والدهون والسكر وقياس كتلة الجسم للبالغين، وتوفير البنى التحتية لتنفيذ ذلك من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية.

كما دعت الجمعية وزارة الصحة إلى تبني مزيد من الحملات والبرامج التوعوية المبنية على الأسس العلمية للحد من عوامل خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة ككل، بما في ذلك التوعية بأضرار الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية والملح، والخمول البدني والسمنة، وتعاطي التبغ والكحول، وعدم السيطرة على الضغوط النفسية، مع ضرورة الاستثمار في فئة الأطفال والمراهقين والشباب بكلا الجنسين.

وأكدت الجمعية إلى أن الدراسات والأبحاث تبين أن السياسات والتشريعات المعنية بخفض كمية الملح في أطعمة الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة والمعدة مسبقا وتقليل استهلاك الملح يساعد في خفض نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وفي هذا الصدد طالب أمين عام الجمعية د. القحطاني هيئة الغذاء والدواء، التي تلعب دورا بنّاء في صحة المجتمع، إلى تبني مبادرة وطنية لصنع تشريعات لتحديد نسبة الملح في أطعمة الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة والمعدة مسبقا، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة التجارة وغيرها من القطاعات المعنية. كما دعت الجمعية الهيئة إلى الاستفادة من التجربة الفنلندية والبريطانية في ذلك وعدد من الولايات الأمريكية.

ودعت الجمعية كل من وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والشؤون الإسلامية إلى دعم ومؤازرة جهود القطاعات الصحية في تفعيل اليوم العالمي والتوعية بطرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم. كما أكدت على ضرورة مشاركة قادة الرأي والمؤسسات الإعلامية في مؤازرة تلك الجهود.

وأشار أمين عام الجمعية د. القحطاني بأن الجمعية ترحب بأي تعاون تطلبه القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتقديم الاستشارات المتعلقة ببناء السياسات والتشريعات ذات العلاقة أو التخطيط للبرامج والأنشطة التوعوية.

وحول دور القطاع الخاص في اليوم العالمي، طالبت الجمعية في تصريحها القطاع الخاص ممثلا في مطاعم الوجبات السريعة ومصانع الأغذية إلى تحمل مسؤولياتهم الاجتماعية تجاه المجتمع، من خلال العمل على توفير البدائل الصحية، والحد من الإعلانات التي تروج للأطعمة غير الصحية الغنية بالدهون والسعرات الحرارية والملح، وعدم استهداف الأطفال والمراهقين بها.

كما أوضحت الجمعية أنها وإذ تتابع الأنشطة والبرامج التي تتم في القطاعات المتعددة حول الوقاية من الأمراض المزمنة والحد من انتشار عوامل خطورتها وما توجهه من تحديات، فهي تنظر بمزيد من القلق حول الدور المحدود للجمعيات العلمية المعنية بالصحة في مؤازرة تلك الجهود والعمل على كسب التأييد وصنع التحالفات لتبني سياسات وتشريعات ومبادرات وطنية في ذلك المجال، فضلا عن إجراء مزيد من البحوث الصحية ذات العلاقة، وتدعوهم لبذل مزيد من الجهد حيال ذلك، والاستفادة من تجارب الجمعيات العلمية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة.

ونوهت “حياتنا” بأن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه يمكن أن يتم من خلال إجراءات ميسرة ومتوفرة للجميع. ويمكن تلخيص أهم جوانب الحد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم في التوازن الغذائي الغني بالخضار والفواكه والألياف، واستهلاك كمية أقل من الملح، والحفاظ على الوزن المعتدل، مع الانتظام في النشاط البدني وبمعدل 150 دقيقة أسبوعيا للبالغين و60 دقيقة للأطفال، إضافة إلى تجنب تعاطي التبغ والكحول المحرمة في الشريعة الإسلامية، يضاف لذلك أهمية السيطرة والتحكم بالضغوط النفسية، وإجراء الفحوصات الدورية.

كما يجب على المرضى المصابين التقيد بتلك الإرشادات مع الحفاظ على تناول الأدوية بانتظام وفق إرشادات المعالج والاهتمام بالفحوصات الدورية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الطبية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.