الى نص الحوار الذي دار بين المتحدثة العنود الشارخ ومدير الجلسة :
بداية كان سؤال المحاور حول مشاريع أو برامج ثقافيه سواء كانت في الكويت او في لندن أو في دول أخرى، هل لك أن تحدثينا عن بعض المشاريع التي تودين إبرازها و بعض التجارب التي تعتقدين أنها جديرة بالذكر وبعض التحديات التي واجهتك من خلال تجربتك؟
اشكركم بداية على الدعوة الكريمة لحضور هذا المنتدى الاقتصادي في مدينة الرياض وثانيا لأننا نناقش هموم ثقافية في هذا المنتدى وهذه بادرة مهمة.
ثم أود ان اتكلم عن خمسة مشاريع شبابيه في الكويت، ومثلما تفضل الدكتور سعد البازعي والدكتور عبدالخالق عبدالله في مداخلتهما قبلي، وهنا اقول ان التشابه الثقافي في الخليج موجود بما يعني أن تجربة المشاريع الشبابيه الكويتيه قد تتكرر في دول أخرى خليجية. فأنا نشأت في منزل كومبيوتر صخر، والدي استطاع أن يحفظ التراث ويجدده عن طريق التقنية، لذلك انا مؤمنة أن أسلم طريقة لحماية التراث هي في تجديده، فهذه المشاريع كلها مشاريع من إعادة اكتشاف الشباب لهويتهم المحليه، و شبابنا اليوم قد يتوجهون إلى العزوف عن الثقافة التقليدية والتجارة التقليلدية لاحساسهم أن كلتيهما حلقة مقفلة وصعبة الاختراق إلا لقله.
أول مشروع سوف اتطرق له هو مشروع مدينة، وليدة فكرة لفتاتين كويتيتين خلفها ويدرسان في الهندسه المعماريه و احستا بفجوه حضاريه بين علم الامكنه في الغرب و محليا. وهذا المشروع يهتم بثقافة الأمكنة و إعادة إكتشاف الهوية الوطنية عن طريق جولات مع شخصيات متعددة تمثل أقطاب مختلفه من المجتمع، فهناك جولات في مناطق معينة يقوم بها طهاة كويتيين فيخلطون ثقافة الأكل مع ثقافة المعمار، و جولات يقوم بها معماريون أجانب فيجددون نظرتنا لمباني الكويت الجميله وأهمية تاريخها، وفي جولات يقومون بها اكاديميين مهتمين في ربط تاريخ الأحياء بالحقب الوطنية و التحديثيه في الكويت، وهذا المشروع يجذب إعدادا كبيره ممن يودون الإستمتاع في وقت الفراغ بما يثريهم كبديل حقيقي لثقافة التسوق و الاستهلاك المنتشرة اليوم.
مشروع بانجيه لشاب كويتي احب اعادة اكتشاف الطبيعة البحرية منها والبرية و هو مشروع متفرع و أصبح منتشر في دول الخليج يهتم باكتشاف البقع الجميلة في الطبيعه المحليه و أقامة الرحلات الاستكشافية بها، و منها التي تخص الشباب ومنها تخص العائلات كرحلات الفتيات الكويتيات من الأمهات الشابات وبناتهن في جبل شمس في عمان.
المشروع الثالث هو مشروع سوما أو “ساوث اوف مباركية SOMU”. سوق المباركة سوق تاريخي مهم جدا في الكويت, و قد كان الجزء الجنوبي منه مهملا فقاموا مجموعة من الشباب بإعادة اكتشافه واعادت تصنيف محلاته القديمة إلى مطاعم ومقاهي واستعملوا فن الجرافيتي لإعطاء لمسه عصريه كويتية للمكان. والجدير بالذكر ان نفس المجموعة تدير مجلة ذوق و معرض ذوق المختص في تجديد الهوية الخليجية عن طريق خلجنة أو عربنة ايقونات الفن الشعبي الغربي.
شركة آرت شاركس شركة شبابية كويتية ترأسها فتاة أيضا ارادت انها تجدد في النظرة إلى الخط العربي الجميل فقلبت فكرة استفحال الشباب للأحرف الأجنبية للكتابة باللغة العربية فأصبحت تستخدم الأحرف العربية لكتابة أغاني وشعر في اللغة الأجنبية، وحققت نجاح كبير بحيث أن هذا الإستخدام الجديد للخط العربي اصبح مربح جداً من لوحات فنية و كفرات للتليفونات وإلى آخره.
و سوف اختتم بمشروع أقدم من الآخرين و لكنه ما زال يستحق الذكر، و هو مجلدات ال99 التي هي مستوحاة من كومك مارفلز الأجنبية، و استعملت اسماء الله الحسنى لشخصيات بطوليه. و قد حصل هذا المشروع الكويتي على صيتا عالميا، وفاز بجائزة الاقتصاد الإسلامي في دبي مؤخراً.
نحن كشعب مدينين لحماة التراث التقليديين الذين استثمروا من اموالهم في إقتناء المخططات كالاستاذ طارق رجب و جمع اللوحات و افتتاح المكتبات كالدكتور عبدالعزيز البابطين و اقامة المؤتمرات و توزيع الجوائز، والحمدلله ان ثقافتنا العربية الإسلامية تتمتع بمرونة كبيرة وتستطيع ان تستوعب ما هو جميل وجديد في الحضارات المجاورة لها و تلك التي تختلط بها و تحوله إلى ايجابيات تجددها و تحميها من الزوال، و اشارك الشباب في حمايه الإرث الثقافي و عدم عرقلة طموحهم هو سبب نجاح هذه المشاريع و تحولها إلى الربحيه.
واذا كنا فعلا نسعى للتنافسيه في الخليج و تنوع موارد الدخل فشبابنا المبدع هو افضل نقطة تحول.”