يتعرض المدراء التنفيذيون في كل مكان للكثير من الضغوط من أجل تحسين الأداء ووضع الخطط المناسبة. وهناك توجه لافت نحو الاستعانة بمصادر خارجية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات كجزء من عملية التعهيد عن طريق شركات داخلية أو خارجية. كما يتيح سوق التعهيد للشركات تخفيض الكلفة وزيادة الكفاءة وتحسين الخدمات في نفس الوقت، ويؤدي هذا الأمر بدوره إلى السماح للشركة بالتركيز بشكل أكبر على التخطيط الاستراتيجي والاختصاصات الأساسية.
ويبدو أن التعهيد هو الحل الأمثل للوصول إلى هذا الهدف عمدت المملكة إلى إنفاق ما يزيد على 30% من الميزانية الخاصة بالقطاع والبالغة 28.1 مليار ريال على عمليات التعهيد الخاصة بالبنى التحتية والعمليات والتشغيل، ويتوقع أن يصل حجم الإنفاق في العام الجاري إلى 112.5 مليار ريال. ويأتي ذلك في ظل جهود المملكة الرامية إلى تحقيق الريادة على المستوى الإقليمي في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.
ولتسليط المزيد من الضوء على عملية التعهيد، نظمت جمعية الحاسبات السعودية بالتعاون مع مجموعة “نسيبا”، المتخصصة في مجلا تسهيل عقد صفقات الأعمال وبدعم استراتيجية من برنامج التعاملات الحكومية الالكترونية “يسر” فعاليات الدورة السنوية الرابعة من ملتقى الاتصالات وتقنية المعلومات تحت عنوان التعهيد والحماية الرقمية. ويأتي هذا الحدث السنوية بناء على أمر سامي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرئيس الفخري لجمعية الحاسبات السعودية.
وبدوره أكد سعادة المهندس علي بن صالح آل صمع، مدير عام برنامج التعاملات الحكومية الالكترونية بالنيابة عن معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات على وضع استراتيجية جيدة لهذه العملية من خلال وضع خطط مدروسة بعناية تعود بالفائدة على كلا الطرفين المتعاقدين. وشدد على أن هذا الأمر لا يتعارض مع مبدأ التوطين بسبب نقص الكوادر والشركات المحلية المتخصصة في مجال تقنية المعلومات.
يحظى الملتقى بدعم عدد من المؤسسات الدولية بما فيها الجمعية الدولية لمحترفي التعهيد والجمعية الأوروبية للتعهيد والجمعية الوطنية للتعهيد التي تسعى من خلاله للترويج لخبرات وخدمات مؤسساتها.
وفي هذا الخصوص يقول كيري هالارد، مدير الجمعية الوطنية للتعهيد: “يمكن للمملكة أن تستفيد بشكل كبير من خبرات الدول الأخرى في مجال التعهيد وتغذية عملية التطوير بالشكل الأنسب. إن فرص العمل مع المملكة كبيرة جدا وخاصة إذا ما ربطناها بكونها تعد مدخلا لأسواق المنطقة. نأمل أن يكون هذا الحدث مدخلا لإقامة تعاون مشترك بين السعودية وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي”.
وتضمنت فعاليات الملتقى حلقة نقاش تناولت العقبات التي يواجهها المدراء العامون ومدراء تقنية المعلومات والاتصالات والمدراء الماليون وغيرهم من الاداريين، شارك فيها كل الدكتور سامي الحمود، وكيل الوزير للتخطيط والتطوير والمعلومات في وزارة العمل والمهندس سهيل الألمعي، مدير التخطيط الاستراتيجي والمبادرات المساندة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والدكتور فهد المشايط، نائب الرئيس لقطاع الشؤون الاستراتيجية في شركة الاتصالات السعودية.
كما شدد المشاركون على أن تحقيق الكفاءة المؤسساتية عبر التعهيد يتم من خلال انسجام العملية مع أهداف وخطط الشركة والاستعداد لمواجهة التحديات والتخطيط ووضع استراتيجية مناسبة لبدء العمل وإنهائه بطريقة آمنة.