طلاب المدارس و الجامعات يكتشفون تجربة تسلسل الحمض الوراثي في المملكة

تلتزم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بتطوير برامج متميزة في مجال الأبحاث والتطوير في كافة المجالات والتخصصات العلمية. فلدينا إستراتيجية ذات نهج وأسلوب فيما يتعلق بهذه الأنشطة تقديرا من المدينة لأهمية هذا المجال وسط مجتمع مبني على المعرفة. وكجزء من هذا البرنامج، وحتى يتسنى لنا توفير نطاق أكبر في استيعاب وفهم علوم الحمض النووي الوراثي في المملكة العربية السعودية، فإننا نعمل على استضافة وتنظيم فعاليات تعليمية في المدارس والجامعات. فقبل فترة ليست بالطويلة كانت الحاجة تستدعي وجود دكتور متخصص يعمل في مختبر مجهز بكامل الوسائل والتجهيزات لعمل تسلسل جيني لبكتيريا أو فيروس. والآن فإنه بالإمكان عمل ذلك في مساحة الجزء الخلفي من سيارة ما – بل وسيارة صغيرة للغاية. فقد قامت شركة لايف تكنولوجيز بتجهيز سيارتين من نوع ميني بجهاز أيون بروتون للجينوم الشخصي مع ملحقاته؛ وبرهنت بساطة هذا الإجراء وسهولة التعامل مع هذه التقنيات الجديدة، حيث بدأت رحلة استعراض هاتين السيارتين في المملكة يوم أمس (الثلاثاء) وسيستكشف طلاب مدارس الملك فيصل وطلاب موهبه وطلاب جامعة الفيصل تجربة تسلسل الحمض الوراثي أولا باستخدام التقنية آنفة الذكر. وقد أثبتت هذه التقنية فعاليتها قبل سنتين إبان ثورة جرثومة إي-كولاي في ألمانيا. بيد أنه أثناء فترة تحدي ثورة هذه “الجرثومة القوية” استطاع المختصون تحديد السلالة خلال ساعات بدلاً من أيامٍ أو أسابيعَ بالتقنيات والأساليب في حينها. و كانت حينها بمثابة حجر أساس للبدء في خُطط علاج، مع المساهمة في احتمالية إنقاذ حياة الآلاف من الأرواح. وإلى جانب كونها أنيقة في مظهرها، فإن المختبرات المُركَّبة على سيارات الميني برهنت سهولة الوصول لعملية التسلسل لفائدة الجميع. إن مفهوم “الطب الشخصي” يهدف إلى استخدام المعلومة الجينية الفريدة (تسلسل الحمض الوراثي) لفردٍ ما لمساعدة الأطباء المختصين على استهداف الدواء المناسب للشخص المناسب. وهذا الإجراء يساعد في تفادي استخدام العقاقير التي لن تجدي نفعا لبعض الأشخاص أو فئات من الأمراض، والتقليل من احتمالية تفشي الآثار الجانبية الغير مرغوبة. وسوف يلعب أسلوب تسلسل الحمض النووي الوراثي دوراً مهما في حياتنا في المستقبل؛ وفي هذا المقام ترفع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية شكرها وامتنانها للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية على دعمها ورؤيتها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الطبية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.