يستقطب منتدى التنافسية الدولي، والذي ستعقد دورته السابعة خلال الفترة من 18 -20 يناير الجاري، عدداً من أبرز قيادات الفكر الاقتصادي والاستثمار وشخصيات عالمية إلى جانب عدد من المسؤولين السعوديين للبحث في عدد من أوراق العمل التي يطرحها المنتدى هذا العام خلال جلساته التي تعقد على مدار يومين في الرياض. ويعقد المنتدى هذا العام تحت شعار ذي دلالة هو “شراكة تنافسية لتنمية مستدامة” التي ستكون المحور الرئيس لمختلف جلسات العمل والورش التي سيشهدها المنتدى. وسيكون من أبرز المتحدثين في جلسات هذا العام بيتر روبرتسون، نائب رئيس مجلس إدارة شركة شيفرون الأمريكية.
وسيعرض روبرتسون خبراته التي ناهزت 36 عاماً في مجال صناعة الطاقة, والتي قضى جلها في شركة شيفرون التي تعتبر إحدى كبريات الشركات العالمية في مجال الطاقة. وكان روبرتسون )66 عاماً) قد انضم إليها في العام 1973م وتقلد العديد من المسؤوليات فيها، منها إدارة أعمال التوسع في الإنتاج والغاز العالمي في كافة أنحاء العالم، والتخطيط الاستراتيجي المؤسسي وسياسة الشركات, والشؤون الحكومية والعامة داخل الشركة.
ويشغل روبرتسون منصب مستشار أول مستقل في شركة (ديلويت إل إل بي)، ومدير غير تنفيذي لمجموعة (جاكوبس) الهندسية وشركة (ساسول)، ومدير استشاري لشركة (كامبيل لوتينس)، كما يشغل منصب الرئيس المشارك لإدارة مجلس الأعمال السعودي الأمريكي، ورئيس مجلس إدارة مجلس الشؤون العالمية لشمال كاليفورنيا، وعضو في مجلس إدارة (انترناشيونال هاوس) في بيركلي، ويحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة إدنبرة، والماجستير في إدارة الأعمال من كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، وسبق له أن عمل رئيساً لمجلس إدارة الجمعية الأميركية للطاقة، كما كان محاضراً في تورون.
ومن بين المتحدثين كذلك الخبير الاقتصادي الصيني والكاتب بصحيفة كايكسين ميديا وصحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست، أندي شيه، والذي تحظى أطروحاته بمتابعة كبيرة على المستوى العالمي، حتى اختارته مجلة بلومبرج ضمن قائمة أفضل 50 شخصية مؤثرة في العالم عام 2013م، وكان أندي شيه قد توقع حدوث الأزمة المالية الآسيوية في عام 1997م، وأزمة فقاعة الدوت كوم عام 2000م، وأزمة التمويل عام 2008م. وقد نشر كل هذه التوقعات عبر أطروحاته وتحليلاته المنشورة في سلسلة التقارير البحثية للبنك الدولي وبنك مورجان ستانلي وجريدة ساوث تشاينا مورننج بوست وجريدة كايجينج وجريدة نيو سنتشري الأسبوعية.
يذكر أن الدكتور آندي شيه الحاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1987 ودرجة الدكتوراه في الاقتصاد عام 1990 من معهد ماساتشوستس للتقنية، بدأ مسيرته العملية اقتصادياً لدى البنك الدولي خلال الفترة بين عامي 1990 و1995 وتخصص في مجالات الصناعة والتجارة والبنوك والمشاريع في كل من إندونيسيا والدول الإسلامية الواقعة على المحيط الهادئ. بينما عمل خلال الفترة بين عامي 1995 و1997 مديراً مشاركاً لدى بنك ماكواري في هونج كونج وسنغافورة، ثم انضم إلى بنك مورجان ستانلي في عام 1996 واستمر عمله فيه حتى عام 2006.
وفي قطاع آخر ستشارك عضو مجلس الشورى السعودي ثريا عبيد، في دلالة حقيقية على ترسيخ حضور المرأة السعودية على المستوى العالمي، كما تعد هذه المشاركة امتداداً طبيعياً لتوجه المملكة نحو تعزيز مشاركة المرأة السعودية المتميزة في الهيئات والجهات المعنية باتخاذ القرار.
وفي شهر مايو الماضي حصلت الدكتورة ثريا عبيد على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، والذي منحه إياها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ لتكون بذلك ثاني سيدة سعودية تحصل على أعلى وسام وطني. كما تم اختيارها شخصية العام في مهرجان الجنادرية السنوي للثقافة والتراث (2013)؛ وبذلك تكون أول سيدة يتم اختيارها لهذا التكريم في هذا المهرجان الهام.
وللدكتورة ثريا عبيد خبرة طويلة ومميزة من العمل لدى الأمم المتحدة؛ فقد عملت بين عامي 1975 و1998 في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) ثم رُقيت من منصب نائب الأمين التنفيذي عام 1998 وانتقلت إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان مديراً لقسم الدول العربية والأوروبية، وفي مطلع 2001 شغلت منصب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان؛ لتكون أول سعودية وعربية تتقلد رئاسة وكالة تابعة للأمم المتحدة، مع حصولها على درجة الأمين العام المساعد للأمم المتحدة.
وحول تجربتها في الأمم المتحدة يقول الأمين العام الحالي بان كي مون: “لقد كانت ثريا بطلة في مجال حقوق المرأة الإنسانية، وحقها في الإنجاب. وخلال عملها كانت جريئة في كسر الحواجز، وتحدي القوالب النمطية”.
يذكر أن الدكتورة ثريا عبيد هي أول مواطنة سعودية مبتعثة تحصل على منحة جامعية في الولايات المتحدة الأمريكية لتدرس في كلية ميلز عام 1963، وحصلت على درجة الدكتوراه في عام 1974 في الأدب الإنجليزي والأنثروبولوجيا الثقافية من جامعة ولاية واين في ديترويت بميتشيغان. كما حصلت على الكثير من الجوائز والأوسمة العالمية والمحلية، وصنفت ضمن أكثر 50 امرأة عربية تأثيراً من مجلة فوربس عامي 2004 و2011. كما جاء ذكرها ضمن 100 شخصية مسلمة من بناة الحضارة والثقافة في كتاب (مسلمون مرموقون) الصادر عام 2006 في أوكسفورد بإنجلترا.
وفي دعم واضح للفكر التصميمي في منتدى التنافسية سيشارك ايوان ماكينتوش، المستشار الوطني الأول في شؤون التعليم ومستقبل التكنولوجيا في اسكتلندا تجربته في مجال التعليم, واستخدام التفكير التصميمي في واحدة من الجلسات، وإيوان ماكينتوش هو مؤسس شركة نوتوش المحدودة، وهي شركة يتوزع مقرها بين اسكتلندا واستراليا ولها سمعة عالمية في البحث عن الفرص التعليمية الجديدة وتقديمها لبعض أفضل الشركات والمدارس العالمية الإبداعية.
وكان ماكينتوش يعمل كمدرس للغتين الفرنسية والألمانية بالمدارس الثانوية، وإلى جانب عمله كمستشار وطني أول في اسكتلندا في شؤون التعليم ومستقبل التكنولوجيا, يعمل أيضاً كمستشار لجدول الأعمال الرقمي لدى نائب رئيس المفوضية الأوروبية. كما يعمل حالياً في المجلس الاستشاري لوزير التعليم الاسكتلندي. وفي عام 2010 أطلق ماكينتوش أول صندوق آيباد استثماري على مستوى العالم، حيث استثمر فيه خاصية موجودة في أعلى 30 تطبيق مبيعاً في كل الأوقات لدى أبل.
ويعمل السيد إيوان على تحليل الدروس المستفادة من الشركات العالمية مع ما تظهره الأبحاث الحالية في تحسين منهجية التعليم. وتظهر نتائج ما يقوم به في المدارس المشتركة حول العالم في كيفية استخدام التفكير التصميمي والتقييم التقويمي والإبداع من أجل تحسين التعليم.
ونظراً للأهمية الكبيرة التي يتمتع بها القطاع السياحي في دعم الاقتصاد السعودي، ستشهد إحدى جلسات منتدى التنافسية الدولي حضور نائب الرئيس للتسويق والبرامج المكلف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، حمد بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي سيعرض خبراته في مجال التسويق, حيث يقدم آل الشيخ رؤية واضحة عن قطاع السياحة وفرص الاستثمار فيه. وتعكس مشاركة آل الشيخ بالمنتدى أهمية القطاع السياحي السعودي وما يوفره من فرص استثمارية, في ظل حرص جميع مؤسسات الدولة على العمل على تطوير هذا القطاع وتعزيز دوره الاقتصادي, وإسهامه في تنويع مصادر الدخل وتوفير المزيد من فرص العمل للكوادر الوطنية على اختلاف المستويات العمرية والتعليمية.
ويحمل حمد آل الشيخ درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية. وهو متخصص في القيادة والإدارة والتسويق, وتمتد مسيرته العملية إلى قرابة أربع وعشرين عاماً, تقلد خلالها العديد من المناصب في القطاع الخاص كمدير للتسويق والمبيعات في شركة الخزف السعودي عام 1995, ثم ترقى إلى مديرعام لتطوير الأعمال في 2002. وقد حقق قفزة أخرى في مسيرته العملية عندما انتقل إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار وأصبح مديراُ عاما للبرامج والمنتجات السياحية في عام 2004. وقبل الانضمام للهيئة، أي ما بين عامي 1991 و 1995 عمل حمد كمنسق تدريب في معهد الإدارة العامة موجها خبرته في تدريب وتنشئة المدراء المحتملين في حقل المبيعات والتسويق, والسفر والسياحة والفنادق والبنوك وعمليات التأمين.