كشفت IDC العالمية للأبحاث اليوم عن توقعاتها السنوية للعام 2014 في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية. وأبرزت التوقعات العوامل المستمرة التي تحدد التوجه بالمملكة بشأن تطور قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، حيث يتوقع الخبراء أن التأثير الانتشاري لهذه التوقعات سيطلق تغيراً في عدد من القطاعات، مثل القطاع الحكومي والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والقطاع المالي.
وفي تعليق له، قال المهندس عبدالعزيز الهليل، مدير IDC بالمملكة العربية السعودية، “من المؤكد ان التحول المعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات، مثل المدن الذكية والتقنيات المتنقلة وأمن تقنية المعلومات، سيكون من المواضيع الساخنة بالمملكة في عام 2014، وسيؤثر بشكل مباشر على الاستثمار الحكومي على أمن تقنية المعلومات واستثمار الشركات على الحوسبة السحابية، وسيحدث تحولاً رئيسياً في تفضيل المستخدمين لعلامات تجارية بعينها ضمن الأجهزة اللوجية والهواتف الذكية. ويتميز السوق السعودي بتفرده من ناحية تبني التقنية والاستمار، وكذلك في تطور البنى التحتية، وبشكل خاص في النطاق العريض الثابت والمتنقل، ومنتديات التقنيات المتنقلة وأمن تقنية المعلومات، وذلك في أعقاب التطورات التي حدثت في المملكة عبر هذه القطاعات الثلاثة. وكل هذه العوامل على الأرجح ستلعب دوراً رئيسياً سيكون له تأثيره على مجالات أخرى، مثل مبادرات السعودية.”
وتشمل توقعات IDC لعام 2014 والتي قدمها الهليل في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم، ما يلي:
1- سيتسارع التحول لدى شركات الاتصالات، بينما ستقوم هذه الشركات بتطوير دورها كمقدمي حلول طرفية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات – ستنتقل شركات الاتصالات إلى ما هو أبعد من مجرد إطلاق عروض تقنية المعلومات والاتصالات وتعتمد استراتيجيات واضحة للعب دور أكبر ضمن سلسلة القيمة الخاصة بحلول تقنية المعلومات والاتصالات. وستزدهر الشراكات مع انتقال شركات الاتصالات لتقديم خدمات تقنية معلومات متطورة، وكذلك لا يمكن استبعاد عمليات الاستحواذ التي تعزز قدرة شركات الاتصالات على تقديم خدمات تقنية المعلومات أو توسع خدماتها الاحترافية. ولتحقيق تلك الغاية فإن الفرص في مجال الخدمات الرقمية، مثل الحكومية المتنقلة والصحة المتنقلة والتعليم المتنقل، ستكون تحت عين شركات الاتصالات، بينما أن حلول الاتصالات من جهاز إلى جهاز (M2M) والحوسبة السحابية والتطبيقات المتنقلة والمدن الذكية والذكاء الصناعي ستظل مجالات رئيسية تركز عليها التقنية.
2- التطبيقات المتنقلة للمشاريع ستصبح أكثر انتشاراً مدعومة بالانتشار السريع للشركات الصغيرة والمتوسطة – ستستمر العولمة، التي يدعمها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتصلة والموارد المتنقلة، في تعزيز قبول التقنيات المتنقلة للمشاريع خلال عام 2014. وسيستمر النشاط الاقتصادي المتنامي الذي يدعمه اهتمام الحكومة بتنويع الاقتصاد في تعزيز قطاع الأعمال، وبشكل خاص قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، من أجل تسهيل حصول قطاع الأعمال على حلول تقنية المعلومات والاتصالات بشكل عام، وعلى التقنيات المتنقلة بشكل خاص. وأظهرت الأعمال حماساً تجاه تقليل التكلفة وكفاءة العمليات والتي توفرها حلول التقنيات المتنقلة، الأمر الذي سينشط سوق حلول التقنيات المتنقلة في عام 2014 والسنوات التي تليه، مما يشير إلى استمرار هذا التوجه الذي بدأ عام 2010، حيث تضاعف انتشار تطبيقات الأعمال على الأجهزة المتنقلة في عام 2013 وأصبح تقنية هامة لها الأولوية لدى قطاع الأعمال السعودي، وذلك اعتماداً على دراسة IDC لاتصالات الشركات.
3- سوق حلول الاتصالات من جهاز إلى جهاز (M2M) ستحقق نمواً إضافياً مع نمو وتنوع الطلب – تتوقع IDC أن الاستفادة من خدمات الاتصالات من جهاز إلى جهاز في المملكة سترتفع خلال عام 2014. وكشفت دراسة IDC لاتصالات الشركات أن 40% من الشركات، والتي تستخدم بالفعل حلول الاتصالات من جهاز إلى جهاز في المملكة، تخطط لتطبيق حلول “إدارة الأساطيل” (Fleet Management) خلال سنة واحدة، بينما أن 38.46% منها تخطط لتطبيق حلول “التوقيع الرقمي” (Digital Signage) خلال الفترة نفسها. وتمثل حلول الاتصالات من جهاز إلى جهاز فرصة متميزة لشركات الاتصالات لحصد أرباح، حيث تتوقع IDC أن هذه الأنواع من خدمات الاتصالات من جهاز إلى جهاز وكذلك حلول مراقبة أمن تقنية المعلومات والقياس الذكي ستحقق انتشاراً أكبر بين الشركات في عام 2014. وكذلك أشارت الشركات إلى “دعم التطبيقات” و”الحلول الخاصة بقطاعات محددة” و”الخبرات الاستشارية/الخدمية” بين العوامل الأكثر أهمية عند اختيار الشركاء لتنفيذ مشاريع الاتصالات من جهاز إلى جهاز. وعملت شركات الاتصالات بالفعل على تطوير قدراتها في عام 2013 بما يمكنها من تقديم حلول متميزة لعملائها في مجال الاتصالات من جهاز إلى جهاز.
4- تغير في الأسلوب الحذر لتبني الحوسبة السحابية: توقع نمو قوي على المدى المتوسط – سيستمر الإنفاق على الحوسبة السحابية بالمملكة في الزيادة بشكل ملحوظ من 26.34 مليون دولار في عام 2013 إلى 40.3 مليون دولار في عام 2014. ومع استمرار مقدمي الخدمات السحابية العالميين في توسيع تواجدهم بالمملكة، وبخاصة من خلال الشراكات، سيحظى تبنى الحوسبة السحابية بنشاط كبير، بينما ستستمر شركات الاتصالات في تقديم عروضها السحابية خلال عام 2014، بما يسهم بشكل إيجابي في نضج السوق وتمهيد الطريق للاستثمارات في المستقبل. وسيرتفع الإنفاق على الحوسبة السحابية العامة بشكل تدريجي ليصل إلى 18.12 مليون دولار في عام 2014، مرتفعاً من 11.47 مليون دولار في عام 2013. وستستمر قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والخدمات المصرفية والمالية والتأمين وشركات الاتصالات في تبني الخدمات السحابية، بينما ستكون المنشآت الحكومية أكثر تردداً بشأن أمن تقنية المعلومات والجوانب الخاصة بالسيطرة على الخدمات السحابية.
5- مبادرات السعودة ستؤثر على النقص في الكوادر المؤهلة واستقرار السوق: الخدمات المدارة “البديلة” ستقابل باستجابة فاترة – مع تصاعد مبادرات سعودة الوظائف واستمرار الحكومة السعودية في دفع المنشآت للالتزام ببرنامج نقاطي، تتوقع IDC أن الكوادر المؤهلة والمتطورة في قطاع تقنية المعلومات ستصبح نادرة في المملكة، وستستمر الشكوك بشأن اللوائح المتعلقة بالدعم على الموقع. وهذا سيحدث ضغوطاً إضافية على مقدمي الخدمة لتعيين وتدريب سعوديين بشكل أسرع، الأمر الذي قد تكون له آثار سلبية على المدى القصير. وتعتقد IDC كذلك أنه سيكون هناك تأخير في المشاريع، وبخاصة المشاريع العملاقة في مجال البنى التحتية، وستواجه العقود القائمة ضغوطاً بشأن الربحية مع ارتفاع تكلفة الموارد. وفي نهاية الأمر، سيحدث نمو في أعداد الكوادر المؤهلة وسيستقر السوق على المدى المتوسط.
6- سيعزز المستخدمون المتخصصون الاستثمارات في الحلول التحليلية: الطلب على الحلول التحليلية المتطورة سيضع الأساس للاستثمارات في البيانات الكبيرة مستقبلاً – تتوقع IDC أن المستخدمين المتخصصين سيسهمون في انتاج رؤى أفضل من الحجم الهائل للبيانات التي ينتجونها في المملكة، وسيعززون الطلب على الحلول التحليلية المتطورة. وعلى الرغم من أن العديد من القطاعات ما تزال تستمثر في التطبيقات الأساسية، إلا أن قطاعات مثل الطاقة والتصنيع والخدمات المصرفية والمالية والتأمين والاتصالات والتجزئة، ستعزز الاستثمارات في تحليلات إدارة سعة الخدمات (SCM) والمخاطر والمخزون وإدارة علاقات العملاء (CRM). وتتوقع IDC أن الانفاق على برامج تحليل الأعمال سينمو ليصل إلى 62.7 مليون دولار بعد أن كان 51 مليون دولار في عام 2013. وسيرتفع انتشار حلول التحليلات على الأجهزة المتنقلة بالقطاع العام مع تزايد تبني التقنيات المتنقلة.
7- تفضيل العلامات التجارية بين العملاء سيبدأ في التحول إلى تبني الأجهزة المتنقلة – المعروف أن الوعي بالعلامة التجارية هو أمر يقود المستهلكين في المملكة العربية السعودية ليجعلهم يفضلون الأجهزة اللوحية ذات السعر المرتفع والتي توفرها أكبر الشركات، وذلك خلال الأعوام القليلة الماضية، وسيبدأ ذلك الآن في التحول إلى الخيارات منخفضة السعر. وهذه الخيارات يتم صناعتها من قبل عدد من المزودين العالميين الذين يتوقع استمرارهم في توسيع مجموعة أجهزتهم اللوحية منخفضة السعر والتي تعمل على نظام أندرويد، مما يؤدي إلى انخفاض متوسط سعر الأجهزة اللوحية المشحونة إلى المملكة إلى 370 دولار تقريباً. إضافة إلى ذلك، سيؤدي انخفاض الأجهزة الدفترية فائقة النحافة والأجهزة الدفترية المتحولة، علاوة على تبني المستخدمين لها منذ وقت بعيد في المملكة، إلى ارتفاع الطلب بشكل كبير على هذه الفئات من المنتجات التي تسهم بنسبة 14% من شحنات الحاسبات المحمولة إلى المملكة العربية السعودية في عام 2014.
8- تزايد التهديدات الالكترونية سيدفع المنشآت الحكومية والأعمال إلى تعزيز أمن تقنية المعلومات مع انتشار التحدي بما يتجاوز “تقنية المعلومات التقليدية”، وبخاصة في قطاع النفط والغاز – اعتبرت العديد من الشركات العاملة داخل المملكة العربية السعودية أن تنامي الهجمات الالكترونية منذ عام 2011، وبخاصة هجمات شمعون في عام 2012 على شركة أرامكو السعودية وراس غاز بمثابة تحذير جدي. وحيث أن قضية أمن تقنية المعلومات ستظل تشكل أولوية لمعظم المنشآت في قطاع النفط والغاز في عام 2014 وما يليه، فإن IDC ترى أن أمن تقنية المعلومات سيصبح ليس فقط مجالاً رئيسياً للاستثمار للرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات في المملكة، وإنما عاملاً مؤثراً كذلك على كافة قرارات الاستثمار على التنقية في السنوات المقبلة. وتتوقع IDC أن الإنفاق على برامج أمن تقنية المعلومات في المملكة سيرتفع بمتوسط نمو سنوي مركب 16.10% خلال الفترة من 2012 إلى 2017.
9- الخدمات المصرفية المتنقلة ستشكل تقنية رئيسية تحفز امتلاك العملاء لها وستعزز جودة الخدمات بقطاع الخدمات المصرفية للأفراد في المملكة – في ظل نمو اقتصاد المملكة، هناك كذلك نمو في الطلب على الخدمات المصرفية للأفراد بين سكان المملكة، والذين يشكل الشباب في عمر أقل من 30 سنة نسبة 70% منهم. وهذه الفئة من الشباب تطلب المزيد من البنوك ولا تمانع في تغيير المؤسسات إذا لم تلبي توقعاتها من ناحية جودة الخدمة. وتتوقع IDC في ظل أن التجربة التي يحصل عليها العميل لها أهميتها في المحافظة على العملاء من فئة الشباب الذين يتميزون بمعرفتهم التقنية، فإن البنوك السعودية ستستثمر في العديد من التقنيات من أجل ضمان تقديم تجربة إيجابية للعميل. ونحن نتوقع بشكل خاص أن البنوك السعودية ستسعى لإطلاق تطبيقات على الأجهزة المتنقلة وتحسينها لتتمكن من اجتذاب شريحة الشباب في عمر أقل من 30 سنة.
10- ستعزز المملكة تركيزها على مبادرات المدن الذكية في كل من المدن التي تقام من الصفر والمدن القائمة – سيكون هناك بعدين فيما يتعلق بتركيز المملكة العربية السعودية على مساعيها الخاصة بالمدن الذكية: التركيز على المدن القائمة، وكذلك التركيز على المبادرات التي يتم بناؤها من الصفر. في جانب المدن القائمة، تتوقع IDC أن الحوار بشأن المدن الذكية خلال عام 2014 سينتقل إلى المستوى الثاني. ستبدأ البلديات في المملكة في تخصيص موارد لتطوير مشاريع مدن ذكية مثالية، وذلك نظراً لحاجة المواطنين. وكجهد إضافي، استثمرت المملكة مليارات الدولارات لبناء “مدن اقتصادية” جديدة وذلك لتتمكن من تنويع اقتصادها خارج قطاع النفط. وتتوقع IDC أن الطلب على حلول وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات سيرتفع في عام 2014 نتيجة لعمليات تطوير ذات صلة بالمدن الذكية. وحيث أن المملكة تقوم ببناء هذه المدن الذكية ابتداءً من الصفر، فإنها ستكون قادرة على تبني أحدث الحلول التقنية التي تجعلها قادرة على المنافسة بشكل حقيقي. وتتوقع IDC أن الإنفاق على تقنية المعلومات سيركز بشكل فوري على نشر البنى التحتية الخاصة بالنطاق العريض الثابت والمتنقل.