جرى في الرياض مساء أمس -الثلاثاء- توقيع عدّة عقود لتشغيل 27 كلية جديدة من قبل معالي الدكتور علي بن ناصر الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ونائب رئيس مجلس إدارة كليات التميّز، و12 من مزوّدي التدريب التطبيقي من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا وهولندا واسبانيا واستراليا ونيوزيلندا ، ليتمّ بذلك إطلاق المرحلة الثانية من كليات التميّز. وابتداءً من شهر سبتمبر المقبل، سوف تزاول 27 كلية جديدة عملها في 22 مدينة تتوزّع على مختلف أنحاء المملكة، بالإضافة الى العشر كليات الحالية، ليصبح العدد الاجمالي 37 كلية.
وكان تدشين كليات التميز في شهر يونيو من العام الماضي 2013 قد جاء في إطار عمليات التطوير المستمرة التي تقوم المملكة بإدخالها على نظام التدريب التطبيقي. وترتكز عملية التطوير هذه أولاً على زيادة الطاقة الاستيعابية لتشمل أكثر من 450 ألف طالب بحلول العام 2023، بالمقارنة مع نحو 110 آلاف طالب حالياً، وثانياً على تحسين جودة منظومة التدريب التطبيقي وضمان حصول المتدربين على المهارات المناسبة لتلبية احتياجات سوق العمل.
ولتحقيق هذه الأهداف تم افتتاح 10 كليات في العام الماضي مشغلة من قبل أفضل مزودي خدمات التدريب التطبيقي على مستوى العالم من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة واسبانيا، وبلغ عدد المتقدمين للالتحاق أكثر من 48 ألف طالب وطالبة وتم قبول ما يزيد عن 5000 آلاف منهم كما يشير موقع كليات التميز www.coe.com.sa. وسيتم افتتاح الكليات ال 27 الجديدة في شهر سبتمبر من هذا العام استكمالا للخطة الرامية للوصول الى 100 كلية عام 2020.
وقد استقطبت كليات التميّز عدداً من مزوّدي التدريب التطبيقي الأرقى سمعةً من مختلف أنحاء العالم، وذلك للاستفادة من خبراتهم واعتمادهم أفضل الممارسات العالمية المتطورة في مجال التدريب التطبيقي، حيث أن كليات التميّز سوف تطابق بين المعايير الدولية الرفيعة لهؤلاء المزوّدين مع احتياجات ومتطلبات الشركات والقطاعات المختلفة في المملكة، وستقدّم لطلابها التدريب المناسب والمهارات التقنية والتطبيقية اللازمة لإعدادهم للدخول لسوق العمل ، بالاضافة الى مهارات الاتصال واللغة الانجليزية.
وفي تعليقه على الأثر البالغ والإيجابي الذي ستحدثه هذه المبادرة الجديدة في المملكة، شدّد معالي الدكتور علي الغفيص، على أهمّية التدريب التطبيقي وأثره الهائل على تقدّم المملكة وحياة مواطنيها. وأضاف: “وراء كل دولة عظيمة نظام تدريبي متفوّق. وبالتعاون مع شركائنا الدوليين، سوف ترتقي كليات التميّز بمستوى التدريب التطبيقي وتضع لها معايير جديدة في المملكة العربية السعودية.”
من جانبه ، أوضح معالي الأستاذ إبراهيم آل معيقل المدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية أن لكليات التميّز دور مهم في تعزيز قيمة الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية عبر منح الشباب السعوديين تركيزاً مزدوجاً على اكتساب المهارات التطبيقية من جهة، والمهارات الوظيفية التي تشدّد عليها الشركات الجادة في سعيها إلى توظيف المواطنين. وأضاف “منح شبابنا المهارات المناسبة اليوم سيضمن أنّنا كدولة نقف في الموقع المثالي لاستقطاب شركات صناعية وخدمية عالمية للعمل في المملكة وانشاء صناعات قوية ومنتجة، ما يؤدي بدوره لمزيد من النمو وتحقيق الازدهار”.
كما بيّن الدكتور صالح العمرو، الرئيس التنفيذي لكليّات التميز، أن الكليات تقوم ببناء مقرّراتها وبرامجها التدريبية بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل المحلية، وتتضمّن كل البرامج التواصل الفعّال مع الشركات الموظِفة، وذلك لضمان حصول المتدربين على المهارات المطلوبة مما يؤهلهم للحصول على الوظائف المناسبة. وأضاف: “خلال العام الماضي، منحت كليات التميز أبنائنا وبناتنا خريجي المرحلة الثانوية فرصة التدريب التطبيقي بمقاييس عالمية ليحصلوا بعدها على الوظائف التي يطمحون لها إن شاء الله. وتوقيع هذه العقود الجديدة اليوم سيساهم في رفع الطاقة الاستيعابية للكليّات وانتشارها حول المملكة، إضافة لتوفير تخصصات جديدة مما يسهم في خلق بيئة عمل أقوى محلياً وأكثر تنافسية عالمياً”.
يذكر أن المؤسسات التي وقعت معها كليات التميّز عقود التشغيل تعتبر من الجهات الرائدة في قطاع التدريب التطبيقي على مستوى العالم وهي: جامعة لورييت العالمية من الولايات المتحدة الأمريكية، تحالف اكسفورد وتحالف هيرتفوردشاير وتحالف سوسيكس وكلية لينكولن واتحاد نيسكوت و بيرسون من المملكة المتحدة، وكلية نياجرا وكلية الجنكوين من كندا، و جي آي زد من ألمانيا، و ساينوب العالمية من هولندا، و موندراغون من اسبانيا، وآفيياشن من أستراليا، و وينتك للتكنولوجيا من نيوزيلندا.