انطلقت مساء اليوم أعمال المنتدى السعودي الثالث للملكية الفكرية ، الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة التجارة والصناعة ووزارة الثقافة والإعلام ومصلحة الجمارك العامة بقاعة المؤتمرات في مقر المدينة بالرياض.
وفي مستهل الحفل قال معالي مدير عام مصلحة الجمارك صالح بن منيع الخليوي : “لقد أثمرت جهود مصلحة الجمارك العامة في تحقيق نتائج إيجابية تمثلت في بلوغ ما تم ضبطه من المواد المغشوشة والمقلدة لعام 2013م نحو 126 مليون وحدة وعدد القطع التي منع دخولها لعدم مطابقتها للمواصفات والمقاييس نحو 122 مليون وحدة، مفيداً أن هذه الأرقام تعيبر عن قفزة هائلة في حجم المضبوطات تصل نسبة الزيادة إلى 11636 بالمائة مقارنة مع حجم المضبوطات عام 2007م قبل بداية حملة الجمارك”.
وأكد معاليه أن هذه المضبوطات أسهمت في حصول الجمارك السعودية عام 2013م على المركز الأول في مكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية لعام 2013م بين جمارك الدول الأعضاء في منظمة الجمارك العالمية والبالغ عددها 179 دولة، حيث وصلت نسبة ماتم ضبطه من قبل الجمارك السعودية 36.5% من مجموع مضبوطات جمارك الدول الأعضاء بينما حصلت الجمارك الأمريكية على المرتبة الثانية بنسبة 14.9% وجاءت جمارك تشلسي في الرتبة الثالثة بنسبة 10% وحلت الجمارك الإيطالية في المرتبة الرابعة بنسبة 7.7%.
عقب ذلك ألقى نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم كلمة عبر فيها عن سعادة المدينة بتنظيم المنتدى السعودي الثالث للملكية الفكرية بالشراكة مع الوزارات والجهات الحكومية في حماية الملكية الفكرية، مشيرا إلى أن المدينة تعد شريكة للآخرين في حماية الحقوق .
وقال الدكتور السويلم أنه بفضل من الله كان للخطة الاستراتيجية للعلوم والتقنية والابتكار أثر كبير على مخرجات البحث والتطوير في المملكة، حيث حققت المملكة قفزات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية, حسب تقرير تومسون رويترز الصادر مؤخراً والذي شمل عشرين دولة من بينها المملكة, حيث حققت المملكة نمواً كبيراً في مجال المشاركة والاسهام في النشر العلمي في أوعية النشر العالمية بمعدل ارتفاع 373% ، كما حققت المملكة 25% زيادة كذلك في المشاركة في الإبداع والابتكار على مستوى العالم من خلال مساهمة المواطنين في المملكة في تقديم براءات الاختراع، مشيراً إلى أنه خلال العام الماضي فقط وصل نسبة المواطنين المتقدمين لبراءات الاختراع 49% وهي تعد نسبة كبيرة ونوعية في التقدم لبراءات الاختراع على المستوى الوطني.
من جانبه ألقى وكيل وزارة التجارة والصناعة الدكتور عبدالله العبيد كلمة أكد فيها أن الملكية الفكرية لها أهمية كبيرة في العالم إذ وجدت لحماية الإبداع الفكري وهي ليست بالأمر الجديد، حيث عرفها التاريخ الإسلامي منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : ” لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه “.
وأشار إلى أن موضوع الملكية الفكرية موضوع يفرض نفسه على الساحة المحلية والدولية، حيث أصبحت الملكية الفكرية سبيلا لحماية الحقوق وانعكست تأثيره على مجمل الاقتصاد الدولي والمحلي, مؤكداً أن المملكة حرصت على حماية الملكية الفكرية من خلال تحديث التشريعات والأنظمة وعقد الاتفاقيات الدولية لحماية المستهلك من المنتجات المغشوشة، مبيناً أن هذا المنتدى الذي تجتمع فيه الجهات الحكومية ما هو إلا دليلاً على اهتمام المملكة بالملكية الفكرية، متطلعا إلى رفع نسبة المشاركة من القطاعين العام والخاص في المحافل الخاصة بالملكية الفكرية لتسهم في حماية الحقوق .
إثر ذلك ألقى المستشار المشرف على الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن صالح العقيل أوضح فيها أن وزارة الثقافة والإعلام أسهمت بجهود كبيرة في سبيل حماية حقوق المؤلف، حيث ان تطور وسائل التقنية والاتصال والمعلومات، وما واكبها من تقنيات سهلت عمليات النسخ والاختراق والاعتداء على ملكيات المصنفات الفكرية من قبل مستخدمي التقنية، مما دفع الدول والحكومات إلى استصدار القوانين والنظم التي تجرم الاعتداءات المعلومات وتقنياتها.
وأبان الدكتور العقيل أنه أصبح من المهم التفكير بجدية في توحيد جهود إدارات الملكية الفكرية تحت مظلة واحدة، لتكون قادرة على رسم سياساتها، ورفع مستوى الوعي والمعرفة المجتمعية، بالملكية الفكرية وأهميتها في دفع الاقتصاد والمعرفة، وبان لها حقوقا شانها في ذلك شان بقية الملكيات الخاصة، كالأسهم والسندات، كما أن الدين الإسلامي يعطي الملكيات الخاصة أسمى درجات الحماية والتقدير والاحترام، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بملكيات المفكرين والمبدعين، وهم من رواد المجتمع بدرجاتهم العلمية، وهم أهل للاحترام والتقدير.
بعدها ألقى ممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية صاديق حسين كلمة عدّ فيها اليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يصادف 26 إبريل من كل عام فرصة للاحتفاء بإسهام الملكية الفكرية في الابتكار والإبداع الثقافي وما تسببه هذه الظاهرة الاجتماعية من منافع جمّة على العالم .
وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية في المملكة من أجل حماية حقوق الملكية الفكرية، ودعم نظم وآليات إنفاذ القوانين ذات الصلة إلى جانب مشاركتها في الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالملكية الفكرية، مشيراً إلى أن المنظمة لن تدخر جهداً في الإسهام في الجهود التي تبذلها الأجهزة المعنية في المملكة من خلال برامج التعاون المشتركة .
بدوره قدم المهندس سامي بن علي السديس المشرف على مكتب البراءات السعودي بالمدينة كلمة اللجنة المنظمة بين فيها أن المملكة تشارك دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يصادف السادس والعشرين من شهر أبريل إيماناً منها بأهمية حفظ حقوق الملكية الفكرية وبأثرها على الفرد والمجتمع وفي رفع مستوى الإبداع وتنمية الاقتصاد من خلال المساهمة الفعالة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة.
بعدها شاهد الجميع فيلما وثائقيا عن جهود المملكة في إنفاذ حقوق الملكية الفكرية , ثم تم تكريم كل من جامعة الملك سعود ومثلها د.ثامر البهكلي المشرف على برنامج الملكية الفكرية, وجامعة طيبة ومثلها د. سعود طاهر وكيل الجامعة للأعمال والأبداع المعرفي, وشركة المراعي ومثل عبدالله العبدالكريم, وشركة عجلان واخوانه ومثلها الشيخ محمد بن عبدالعزيز العجلان نائب رئيس مجلس الادارة, وشركة تموين الشرق ومثلها علي الغامدي المدير العام المساعد ,وشركة مطابقة ومثلها المهندس سليمان الحديثي رئيس مجلس الادارة, وشركة تبادل ومثلها مشعل السرحان, وذلك نظيره ماقدموه في مجال الاختراع والابتكار .
وفي ختام الحفل تم افتتاح المعرض المصاحب للمنتدى الذي يضم أكثر من 20 جناح للجهات ذات العلاقة بالملكية الفكرية وبعض الجهات المكرمة من المؤسسات الوطنية الفعالة في سعيها لحماية تلك الحقوق.
يذكر أن المنتدى الذي يأتي احتفالاً باليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يصادف يوم 26 من ابريل لكل عام، مستمر على مدى يومين حيث ستعقد غداً العديد من ورش العمل والجلسات التي تتناول العلامات التجارية، وسبل حمايتها عبر مناقشة أهمية تسجيل العلامة التجارية، و حماية العلامات التجارية.