أكدت اليابان التي تعد من الدول الآسيوية الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة مشاركتها في الدورة القادمة من القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه واللتين تستضيفهما “مصدر” (شركة أبوظبي لطاقة المستقبل) في شهر يناير القادم تحت منصة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2015، حيث توفر القمتان للشركات اليابانية نافذة دخول إلى سوق تقنيات المياه والطاقة النظيفة المتنامية في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي.
وجاء الإعلان عن ذلك عقب زيارة قام بها وفد إماراتي إلى طوكيو هذا الاسبوع، حيث ضم الوفد كلاً من ماثيو غريفيث، مدير قسم استراتيجية وإعادة استخدام المياه في مكتب التنظيم والرقابة، وناجي الحداد، مدير معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل، حيث قدم الوفد شرحاً مفصلاً حول فرص الاستثمار الأجنبي في قطاعات الطاقة المتجددة في دول المنطقة في ظل سعي هذه الدول إلى تنويع مصادرها من الطاقة وموارد المياه من خلال إطلاق مبادرات ومشاريع طموحة في قطاع الاستدامة.
واستمع الوفد الياباني الذي ضم أعضاء من وزارة الاقتصاد اليابانية ومؤسسة التجارة والصناعة واليابانية إلى الشرح الذي قدمه الوفد الإماراتي والذي تناول جملة المشاريع المتوقع تنفيذها في دول مجلس التعاون الخليجي حتى عام 2022 بقيمة استثمارية تقدر بنحو 300 مليار دولار في مشاريع تقنية المياه وتحليتها، كما تطرق الوفد إلى مشاريع الطاقة المتجددة التي تنفذ دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى عام 2020 بقيمة استثمارات تقدر بنحو 50 مليار دولار.
وبهذه المناسبة ، قال تاداشي ميتسوجي، مدير مركز التعاون الياباني للشرق الأوسط:” تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أهم الأسواق العالمية في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة ومعالجة المياه وإدارة الموارد الطبيعية، حيث يساهم ارتفاع الطلب على الطاقة والمياه الصالحة للشرب مقرونة بالإمكانيات الهائلة في قطاعي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والقيادة المدركة لواقع التحديات في دفع هذ الدول إلى اتخاذ خطوات ثابتة في مجال الاستدامة، بما يجعلها أسواقاً جذابة للشركات اليابانية العاملة في مجال التقنيات البيئية، ويتجلى هذا الأمر بوضوح في إمارة أبوظبي، ونتطلع قدماً إلى المشاركة في هذا الحدث الرائد في مجال الطاقة المستقبلية لاستكشاف المزيد من الفرص التي توفر لنا المنطقة”.
وكانت اليابان الدولة الآسيوية الوحيدة التي دخلت إلى قائمة أكبر 20 دولة على مستوى العالم في مؤشر التنافسية العالمية للاستدامة لعام 2013 والذي صدر في وقت سابق من هذا العام، حيث احتلت المرتبة الثانية عشرة من بين 176 دولة على مستوى العالم نظراً لقدراتها على الحفاظ على النمو الاقتصادي رغم ندرة الموارد الطبيعية فيها، كما جاءت اليابان في المرتبة الرابعة فيما يتعلق الابتكارات في مجال الاستدامة.
ومن جانبه، قال ناجي الحداد، مدير معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل:” تعد اليابان من الدول الرائدة على مستوى العالم في نشر الطاقة الشمسية وابتكار التقنيات النظيفة، وآمل أن تساهم تجربتهم ومعرفتهم ومشاركتهم في القمة في تعزيز صناعة الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة في دولة الإمارات ودول منطقة الشرق الأوسط في هذه المرحة الهامة من نمو هذا القطاع”.
وأضاف الحداد: “تجمع القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه تحت مظلتهما أبرز اللاعبين في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة فضلاً عن تشجيع المبدعين والشركات الكبيرة والناشئة على عرض آخر منتجاتهم وتقنياتهم، إضافة إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص التجارية المتاحة.”
هذا وقد برزت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأسواق واعدة للطاقة المتجددة على مستوى العالم خاصة فيما يتعلق باعتماد تقنيات الطاقة الشمسية، حيث تمتلك المنطقة القدرة على إنتاج وتوفير ما بين 50 و70 في المئة من الطاقة في العالم.
كما تقوم المنطقة بدور ريادي في مشاريع تحلية المياه باستخدام تقنيات الطاقة المتجددة حيث تساهم بنحو 60 في المئة من الطاقة العالمية في تحلية المياه، وتعاقدت “مصدر” (شركة أبوظبي للطاقة المتجددة) مؤخراً مع أربع شركات لبدء العمل في تنفيذ مشروع تجريبي لتحلية المياه.
يذكر أن أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه ستنطلق خلال الفترة من 19 حتى 22 يناير تحت منصة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2015 الذي يعد أكبر تجمع لمناقشة مواضيع الاستدامة في المنطقة. ويركز أسبوع أبوظبي للاستدامة والمؤتمرات والمعارض المصاحبة له بما في ذلك القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه ومعرض “إيكو ويست” على التحديات والفرص المتعلقة بقضايا الاستدامة. وتستضيف “مصدر” (شركة أبوظبي للطاقة المتجددة) فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.