أعلنت شركة IDC لأبحاث الأسواق عن تلقيها منحة على مدى ثلاث سنوات، من مكتب إدارة العلوم والأمن النووي القومي في وزارة الطاقة الأميركية، من أجل إجراء دراسة كاملة عن العائد على الاستثمار (ROI) في مجال الحوسبة عالية الأداء (HPC).
ويأتي تكليف شركة IDC بإجراء الدراسة الكاملة في أعقاب نجاحها في إنجاز دراسة أولية عام 2013 حول الموضوع ذاته لصالح وزارة الطاقة الأميركية. وقد وضعت IDC في تلك الدراسة أولى النماذج الاقتصادية لتوقع العائد على الاستثمار في ميدان الحوسبة عالية الأداء، سواءً من حيث الابتكار أو العائدات المادية. وقد اختبرت IDC هذه النماذج في أكثر من 200 مثال من أرض الواقع، وقامت بتكرارها أربع مرات. وستستخدم شركة IDC في الدراسة الكاملة تلك النماذج الاقتصادية لتصنيف العائد على الاستثمار وتقييمه بدقة أكبر بناءً على دراسة آلاف الأمثلة التي جمعتها الشركة.
يوضح نموذج الاقتصاد الشامل الذي طورته IDC كيفية إسهام الاستثمارات في نظم الحوسبة عالية الأداء في التطور الاقتصادي العام. ويوفر “مؤشر الابتكار” الناتج عن الدراسة وسيلةً لقياس ومقارنة مستويات الابتكار بين الدول بناءً على مدى توظيفها لموارد الحوسبة عالية الأداء من أجل التقدم العلمي والتقني والاقتصادي لديها.
وفي هذه المناسبة قال إيرل جوزيف، نائب رئيس برنامج الحوسبة عالية الأداء لدى شركة IDC: “يتزايد إدراك الدول والشركات حول العالم بأهمية نظم الحوسبة عالية الأداء وإسهاماتها الكبيرة في التنافس العلمي والصناعي والأمن القومي وتحسين حياة الإنسان. وتسعى دراستنا الكاملة إلى تحديد قيم هذه المساهمات بشكل أعمق مقارنة بالاستثمارات التي أنفقت عليها”.
ويضيف جوزيف أن نماذج الاقتصاد الشامل التنبؤية ستأخذ في الاعتبار كيفية تسويغ الاستثمار في الأبحاث والتطوير حالياً، وكيف يتم قياس النتائج، في كلٍّ من القطاعات الحكومية والأكاديمية والصناعية التي ترصدها شركة IDC عن كثب منذ أكثر من عقدين.
من جهته قال ستيف كونواي، نائب الرئيس لأبحاث الحوسبة عالية الأداء لدى شركة IDC: “نعمل على استحداث وتطوير الأدوات والنماذج التي يمكن للحكومات والجامعات والشركات استخدامها من أجل المساعدة في اتخاذ قرارات تمويل وشراء نظم الحوسبة عالية الأداء. وهدفنا في هذه الدراسة صقل النماذج التنبؤية لضمان تطابقها بشكل جيد مع الممارسات على أرض الواقع ومع مجموعة واسعة من عينات البيانات التي تمثل الابتكار في العالم الحقيقي”.
ولاحظ تشيراغ ديكيت، مدير أبحاث الأنظمة عالية الأداء لدى IDC، بعد دراسة عالمية أجرتها الشركة أن 97٪ من الشركات التي تبنت نظم الحوسبة عالية الأداء تقول أنه لا يمكنها بعد الآن الاستغناء عن هذه الأنظمة إذا أرادت المنافسة والبقاء في السوق. وقال إن بعض البلدان والمناطق تضع خططاً جريئة لتحقيق الريادة في الابتكار والتقدم الاقتصادي من خلال توظيف نظم الحوسبة عالية الأداء لديها بشكل أوسع.
وفي منطقة الشرق الأوسط، زاد كثيرٌ من البلدان استثماراته بشكل كبير في هذا المجال، وخاصة المملكة العربية السعودية. ولعل استثمارات المنطقة لا ترقى بعد لمستويات الاستثمار العالمية التي تشهدها الدول الأخرى، لكن الدول الرائدة في المنطقة بدأت تلمس أهمية الحوسبة عالية الأداء عندما يتعلق الأمر بالفوائد العائدة على الاقتصاد، وضمان أمن البلاد، إلى جانب الأبحاث الطبية وتطوير التعليم. أما عالمياً، فإنه ليس من المفاجئ أن تقود الولايات المتحدة الإنفاق العالمي على الحوسبة عالية الأداء، تليها الصين واليابان، ويكتمل عقد الخمسة الأوائل بألمانيا وفرنسا.
ومن المجالات الجديدة التي تقود الحوسبة عالية الأداء: زيادة التدقيق والتمحيص من خلال إدخال المزيد من البيانات (لكشف محاولات الاحتيال ومكافحة الإرهاب)، والنماذج والخوارزميات الرياضية الذكية التي تدعم البحث والتطوير، والطلبات الآنية وشبه الآنية التي تستخدم بكثرة في كشف تزوير بطاقات الائتمان والتشخيص الفوري للأمراض ومكافحة الإرهاب، وفي أغراض التأمين.
وتنظر الحكومات إلى الريادة في مجال الحوسبة عالية الأداء بأهمية متزايدة لعدة أسباب، منها الفخر الوطني وضمان الأمن القومي، وكذلك تحقيق التقدم العلمي والازدهار الاقتصادي. وقد أظهرت دراسة أجرتها شركة IDC أن عائدات الحوسبة عالية الأداء في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فاقت 383 ألف دولار في العام 2013.