كشف خبراء في قطاع تكنولوجيا المعلومات اليوم عن أن القطاع العام في الشرق الأوسط هو أكبر منتج لـ”البيانات الضخمة” (Big Data)، وأن على الشركات والمؤسسات أن تتغلب على تحديات عمليات التحليل المنطقي والتدريب لتوفير خدمات أفضل للمواطنين والسكان. جاء ذلك خلال سلسلة “أيام الابتكار” التي تقام في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، المؤسسة المؤسسة البحثية والتعليمية المتخصصة في السياسات العامة في الوطن العربي.
وتقول أرقام شركة GSMA Intelligenceإنه في عصر مفهوم “إنترنت الأشياء”، يتوقع أن تنمو اتصالات الآلة-إلى-آلة (M2M) من 195 مليوناً في 2013 إلى ما يقارب المليار بحلول العام 2020. بينما تتوقع أرقام شركة Booz & Co أن قيمة سوق اتصالات الآلة-إلى-آلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستنمو من 7.9 مليار دولار في 2014 إلى 9 مليارات دولار في 2015.
وقال عرفان خان، الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات في شركة “إس إيه بي”، في حديثه أمام الحاضرين لفعالية “أيام الابتكار” الثانية التي تستضيفها كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: “يعد القطاع العام في الشرق الأوسط أكبر منتج ومستهلك للبيانات الضخمة، كما تسعى الهيئات والمؤسسات الحكومية إلى اتخاذ قرارات واعية لتحسين خدماتها وتخفيض التكاليف وتحسين رفاهية السكان”.
وأضاف: “تستطيع الحكومات باستخدام الحلول المبنية على السحابة أن تتغلب على ثلاث صعوبات خاصة بالبيانات الضخمة، ألا وهي حجمها وتنوعها وسرعة نموها، وذلك بغية تحسين عوامل الكفاءة والإنتاجية والمرونة”.
وفي إطار الحاجة إلى تدريب العاملين في القطاع الحكومي على صقل مهاراتهم التقنية، من المتوقع أن يتنامى الطلب على خبراء عمليات التحليل المنطقي بنسبة 88% وخبراء السحابة الإلكترونية بنسبة 160% خلال الأعوام الثلاثة القادمة في الإمارات، وذلك بحسب دراسة أجرتها كل من “أوكسفورد إكونوميكس” و”اس ايه بي” جاءت بعنوان “قوى العمل 2020”.
وقال غازي عطا الله، العضو المنتدب لمجموعة neXgenالاستشارية: “تأتي حكومات الشرق الأوسط في طليعة مستخدمي البيانات الضخمة التي تساهم في تحسين الخدمات الحكومية، ويأتي ذلك من خلال التعاون مع القطاع الخاص والشركات الناشئة. لكن لتحويل البيانات الضخمة إلى رؤى قابلة للتطبيق، تحتاج الهيئات الحكومية إلى بنية تحتية تقنية وأدوات التحليل المنطقي لإجراء تحليل متكامل للبيانات الضخمة وتدريب الموظفين والتأسيس لثقافة عمل بنّاءة ومبتكرة”.
وفي إطار دعمها عملية التحول الحكومي تلك، أطلقت “إس إيه بي” مؤخراً حلول SAP S/4 HANA التي تجمع بين البيانات الضخمة، وأدوات التحليل التنبؤي، وأدوات البحث النصي لتمكين المستخدمين من النفاذ إلى المعلومات والتأقلم مع الظروف المتغيرة وتوقع النتائج واتخاذ قرارات أفضل.
بدوره قال سعادة الدكتور علي سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: “لقد أثبتت شراكة كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية مع شركة ’اس ايه بي‘ نجاحها، ومن شأن هذا التعاون أن يرتقي بالخدمات العامة إلى مستويات جديدة تماماً على الصعيد التقني”.
وأضاف: “حرصاً منا على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تلتزم الكلية بتبني أفضل الحلول التي تدعم تطوير دبي والإمارات. وسوف نواصل دعم مجالات الأبحاث والجهود الرامية إلى تعزيز الخدمات العامة من خلال فعالية ’أيام الابتكار‘. إننا حريصون في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية على توفير منصة معرفية تدعم التشارك الفكري بين مؤسسات القطاعين العام والخاص، وتعمل على إثراء المعرفة بالتقنيات الحديثة والطرق المثلى للاستفادة منها في تطوير الخدمات الحكومية”.
وتجمع سلسلة “أيام الابتكار” خيرة المفكرين العالميين لمناقشة مواضيع منوعة مثل أهمية الأجهزة المتحركة، والسحابة الإلكترونية، والتطبيقات المتحركة، والبيانات الكبيرة، والإعلام الاجتماعي، وأدوات تحليل الأعمال.
يذكر أن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تركز على تعزيز الحوكمة والسياسات العامة الفعالة من خلال إجراء الأبحاث وتطبيق البرامج الأكاديمية وبرامج التعليم التنفيذي وعقد المنتديات المعرفية.