كشفت “لينكدإن”، أكبر وأوسع شبكة تواصل مهني في العالم، والمدرجة في سوق نيويورك تحت الرمز (NYSE: LNKD)، مؤخراً عن نتائج دراسة متخصصة حول التوجهات المهنية للكفاءات المحلية خلال العام 2015. وقد شملت الدراسة آراء المشاركين حول خبراتهم، وتصوراتهم خلال رحلة البحث عن فرص عمل جديدة، والعوامل التي تساهم في اختيارهم والتفكير في الفرص المتاحة أمامهم. وقد أشارت الدراسة في أهم نتائجها إلى أن سبعة وثمانون بالمئة من المهنيين في السعودية قد يرغبون بالإطلاع على فرص وظيفية جديدة بالرغم من عدم بحثهم عنها بشكل جاد، بينما يستخدم ثلاثٌ وخمسون بالمئة من الباحثين عن عمل وسائل التواصل الإجتماعية كجزء من بحثهم عن وظيفتهم التالية.
وقد شملت هذه الدراسة آراء 750 مهني في المملكة العربية السعودية، حيث تعد مصدراً هاماً بالنسبة للشركات التي تبحث عن ملئ الشواغر ضمن فرق عملها، وتساهم في تمكينها من إيجاد أفضل الكفاءات المهنية بصورة فعالة ضمن سوق المملكة.
وبهذه المناسبة، قال علي مطر، رئيس حلول المواهب في “لينكدإن” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “تعمل ’لينكدإن‘ على إبقاء المهنيين حول العالم على إطلاع مستمر على أفضل الفرص الوظيفية التي تقدمها الشركات، وتأتي نتائج هذه الدراسة لتؤكد ذلك من خلال الرؤى الشاملة التي توفرها للشركات وتعزيز أساليبها في البحث وجذب أفضل الكفاءات المهنية.”
وأضاف علي مطر: “تظهر البيانات على ’لينكدإن‘ أن جزءاً كبيراً من فرص الحصول على وظيفة جديدة تتمحور حول المقابلة الوظيفية، وخاصة الإنطباع الأولي الذي يتركه المتقدم للوظيفة، والذي يمكن أن يكون لحظة محورية في العلاقة بين الشركة والمرشح.”
انتشار وسائل التواصل الاجتماعي
تظهر ردود المشاركين في الاستطلاع أن اعتماد الباحثين عن عمل اليوم في السعودية بات معتمداً على شبكة الانترنت، حيث أن ثلاثاً وخمسين بالمئة من المشاركين في الاستبيان أكدوا استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعية المهنية لتحديد الفرصة القادمة، والتي باتت الوجهة الأكثر شعبية على الانترنت للباحثين عن عمل. ومن ناحية أخرى، فقد حملت نتائج الاستطلاع أخباراً سارةً لأصحاب العمل الباحثين عن أفضل المرشحين، حيث أن سبعة وثمانين بالمئة من المجيبين في السعودية يرغبون بالتواصل والإطلاع على فرص وظيفية مناسبة، أي أعلى من المعدل العالمي الذي يبلغ ثمانية وسبعين بالمئة.
الاولويات المهنية
تعد المسائل المالية عاملاً هاماً بالنسبة للمهنيين في المملكة، وهذا ما أوضحته ردود واحدٍ وخسمين بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، حيث أشاروا إلى أن قراراتهم الوظيفية تعتمد بشكل كبير على العرض المادي المقدم لهم، مقارنة مع تسعة وعشرين بالمئة الذين أشاروا إلى اهتمامهم بنواحي التطور الوظيفي التي توفرها الوظيفة الجديدة، وخمسة وعشرين بالمئة الذين أشاروا إلى أهمية الثقافة الوظيفية السائدة.
أهمية الانطباع الأول
أشار الغالبية العظمى من المهنيين المشاركين في الإستطلاع (ثلاثةٌ وثمانون بالمئة) أنهم قد يفقدون الرغبة في الحصول على وظيفة معينة بعد تجربة سلبية خلال المقابلة الوظيفية، حتى وإن كانت ضمن شركة يرغبون بالإنضام إليها. ومن ناحية أخرى، فإن مقابلة إيجابية قد تغير رأي ما نسبته سبعة وثمانين بالمئة من المهنيين للإنضمام إلى مؤسسة لم يكونوا يرغبوا بها من قبل.
كما أوضح ثلاث وخمسون بالمئة من المهنيين الذين شملهم الاستطلاع أن لقاءهم الأول مع مدرائهم المحتملين كان النقطة الأكثر أهمية بالنسبة لهم خلال عملية التوظيف. كما أشار نصف المشاركين في الإستبيان أن محاورة فريق القيادة ضمن مؤسسة ما يعد أمراً هاماً بالنسبة لهم.
الفجوة في عملية المتابعة
هناك بعض الطرق البسيطة التي يمكن للشركات اتباعها لتحسين عملياتها والتواصل مع المرشحين. تمثل المتابعة بعد المقابلة الوظيفية من الأولويات بالنسبة لأربعٍ وتسعين بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، بينما أشار واحدٌ وأربعون بالمئة فقط أن الشركات التي قاموا بمقابلتها قد قامت بالفعل بإطلاعهم على حالة طلبهم في مراحل لاحقة. ومن المثير للاهتمام أن سبعةً وسبعين بالمئة من المهنيين يفضلون الحصول على الأخبار الجيدة عن طريق الهاتف، بينما يفضل خمسة وستون بالمئة منهم تلقي الأخبار السيئة عن طريق البريد الإلكتروني.
واختتم علي مطر: “تظهر هذه البيانات بشكل جلي أن بمقدور الشركات أن تقوم بتغييرات بسيطة من شأنها أن تحسن من المقابلة الوظيفية، وبالتالي عملية التوظيف بشكل عام. كما ستساهم هذه التغييرات بعكس انطباع ايجابي لدى المرشحين الذين لم يتم قبولهم، إلى جانب تعزيز صورة الشركة كوجهة وظيفية مرغوبة. أصبح المحافظة علامة مؤسسية مهنية أمراً هاماً بالنسبة لجهات التوظيف في مختلف الشركات حول العالم، وهو كذلك مكسب يمكن تحقيقه للشركات التي تتطلع إلى تحسين سمعتها بين الكفاءات المهنية في المنطقة.”
كما قدمت “لينكدإن” إلى جانب نتائج دراستها بعض النصائح فيما يتعلق بمفهوم “الاتصال الدائم” الذي تتبناه العديد من المؤسسات، حيث أشارت الشركة في نتائج الدراسة إلى أن المرشحين لا يرغبون باستقبال أي اتصال بعد ساعات العمل (غالباً بعد الساعة السادسة مساءً) أو خلال العطل الأسبوعية.
يذكر أن موقع “لينكدإن” يمتاز بتوفير الفرصة أمام أصحاب العمل للوصول إلى كل من المرشحين المتفاعلين وأولئك الذين لا يبحثون عن وظائف جديدة بشكل فعال والذين يشكلون غالبية المهنيين. وتساهم هذه الخاصية بدورها في زيادة عدد المرشحين المحتملين أمام الشركات، وخفض الوقت والتكلفة الناجمة عن البحث عن أفضل الكفاءات المهنية وتوظيفها.
وقد أطلقت شبكة “لينكدإن” في شهر فبراير الماضي النسخة العربية من موقعها، لتتيح بذلك تجربة مهنية فريدة أمام الكفاءات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.