ينطلق العداء الفنلندي إيكا فلجاسن (52 عاماً) في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ليقطع الربع الخالي جرياً ليكون أول شخص على مستوى العالم يسجل هذا الإنجاز قاطعاً مسافة 1800 كيلومتر، وسيكون برفقته فريق للدعم والمساندة مكون من 14 سعودياً طوال 35 يوماً يقضيها في الربع الخالي.
وأوضح فلجاسن لـ«الحياة»، أنه سينطلق من الجزء الغربي من الربع الخالي بمعدل 50 كيلومتراً من الجري يومياً ما يعادل 10 كيلومترات للساعة الواحدة، لافتاً إلى أن وقت البدء اليومي سيكون السابعة صباحاً تفادياً لحرارة الشمس.
وأشار إلى أنه استفاد من تجاربه السابقة وأخطائه، إذ شارك عام 2008 في سباق لقطع الصحراء الليبية مسافة 200 كيلومتر ضمن 100 متسابق، لكن ترتيبه كان في ذيل المتسابقين، ما منحه فرصة لدرس نقط ضعفه وتجاوزها، مثل الاستعداد الجيد للعمل جسدياً وذهنياً والاستفادة من تطبيقات GPS في استطلاع مسار الجري.
وقال: «شاركت 2012 طوال 31 يوماً بقطع الصحراء المغربية مسافة 1620 كيلومتراً، إذ كنت نقطة الانطلاق من المغرب ثم موريتانيا وانتهاء بالسنغال»، لافتاً إلى أنه يحمل ثلاث رسائل للسعودية في مشوار جريه باتجاه الربع الخالي، منها تسليط الضوء على هذا المكان من العالم، إضافة إلى أن يكون الزائر للربع الخالي صديقاً للبيئة وعدم ترك أي أثر يضر بالبيئة في الصحراء، فضلاً عن تحفيز الشبان السعوديين على المبادرة والبدء في رياضة الجري، مشيراً إلى أنه بعد الرحلة سيؤلف كتاباً بعنوان «تحدى نفسك» موجه للشبان السعوديين، والهواة تحفيزاً لهم على ممارسة رياضة الجري.
وبين أنه يمارس الجري منذ طفولته بمرافقة والده الذي كان مهتماً بالجري مسافات طويلة، في حين تضاعف شغفه بالجري أثناء دراسته الجامعية في ألمانيا، ما جعله يقرر أن يحترف العمل، مشيراً إلى أنه حتى زوجته شاركته جولات عدة من الجري لمسافات طويلة، منها جري 1000 ألف كيلومتر لقطع صحراء كالهاري على حدود بوتسونيا.
وأوضح أن أي إنسان يمكنه ممارسة رياضة الجري، ولا تقف الرغبة عند عمر معين.
وأشار إلى أن الجري يمنح الإنسان النشاط والحيوية وكسر حاجز الخوف والتردد عبر الانطلاق. مضيفاً: «أمتلك وثمانية شركاء آخرون ثلاث مجلات فنلندية متخصصة في الجري هي «ذي رنر وسكايينج وسايكلنج»، لتعريف الجمهور بفعاليات وأنشطة الجري وتقديم نصائح للعدائين».
وأشار الى أن النمط الغذائي الصحي بالنسبة له في فنلندا يركز على تناول أي ثمار من الطبيعة مباشرة، وهي التي تتميز بكثرة الغابات والأشجار المثمرة والبقوليات، لافتاً إلى أن التوازن مهم جداً للعداء، فالغذاء الزائد أو التدريب المفرط يؤثر سلباً فيه.
وأضاف: «في الليل أتوقع أن نرتجف برداً، كما لا أستبعد أن تصاب ساقي بألم أو أن نشعر بالخطر أو مواجهة العواصف الرملية والزوابع، إلا أن الشعور بالهدوء وتأمل نجوم السماء في هذا المكان المعزول من العالم والعمل ضمن أسرة فريق واحد، بالتأكيد تذلل أية صعوبات».