اختتم جناح دولة الإمارات الذي أشرفت عليه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة فعالياته في مهرجان الجنادرية 31، والذي حرصت الهيئة من خلاله على الارتقاء بالوعي الثقافي والحس الوطني عبر تقديم المعلومات الهامة والتاريخية الثقافية والتراثية والسياحية عن الإمارات، بهدف تعريف الجمهور السعودي بموروثها الثقافي والعلاقة التي تربط البلدين الشقيقين في مجال الثقافة التراثية المشتركة.
واتخذ الجناح في شكله العام شكل العمارة الطينية التقليدية، وتم إدخال عنصر مميز في عمارة دولة الإمارات وكان يستخدم على نطاق واسع في المباني التقليدية التراثية ألا وهو البرجيل، مع استعمال أعمدته لإضاءة كامل أرجاء الجناح بشكل فني ومعبر.
وسرد جناح الإمارات في هذا الحدث الثقافي التراثي البارز تاريخ الإمارات برصده لأدق مظاهر الحياة في المجتمع على مدار مئات السنين عبر لوحات استعراضية أبرزت تلاحم الماضي مع الحاضر وتطلعات الأجيال للمستقبل، شارك فيها أبناء دولة الإمارات ومؤسساتها في تعاون فريد يعتز به، من ناحية التنظيم والحضور والمشاركات التي استقطبت كل فئات المجتمع السعودي وشرائحه.
وسلّط الجناح الضوء على العناصر التراثية الإماراتية والمواقع المدرجة على قائمة اليونسكو كالصقارة والقهوة العربية والمجلس وواحات العين، كما وركزت الفعاليات على مواضيع مختلفة منها “الاحتفاء بمدينة العين” وإبرازها كواحدة من أهم مدن الدولة عبر تسليط الضوء على عناصر العمارة التقليدية بها وكذلك الحرف التقليدية التراثية المتنوعة التي تشمل كافة مناحي الحياة.
واشتملت فعاليات الجناح أيضاً على عروض حية للبحارة، إلى جانب استعراض عن كيفية صناعة شباك الصيد والقراقير وفن الجلافة وتمليح السماك وفلق محار اللؤلؤ وأهازيج أهل البحر. بالإضافة إلى عروض حية للصقارة وتأدية فنون الشلة والربابة في الخيمة التراثية، وكذلك فن العازي والطارق وألوانه من أجل التعريف بتلك الألوان التراثية الفريدة التي تميز بها أبناء الإمارات عبر الزمن.
وقد تم استعراض بعض المنتجات الشعبية والحرف اليدوية المحلية ضمن قرية تراثية متكاملة، إلى جانب تخصيص ركن كامل لتقديم فنون الطهي والعديد من الأكلات الإماراتية الشعبية التقليدية بشكل مباشر أمام جمهور المهرجان يتضمن أصول الضيافة الإماراتية الأصيلة. كما وتوافد الآلاف من الزوار في الدورات السابقة للاستمتاع بالعرض الحي لطريقة صناعة القهوة العربية على الطريقة الإماراتية كذلك الاستمتاع بطعمها المميز.
واستطاع جناح الإمارات أن يحقق رؤية القائمين عليه في جعله مصدر جذب للزوار ومنصة تحفيز اقتصادي وصناعي وإحياء للتراث وتقاليده العريقة من خلال الأنشطة والبرامج العديدة التي لاقت إعجاب الأسر والأفراد مما عكس مدى نجاح اللجنة التنظيمية في تحقيق طموحات أكبر شريحة من هذه الفئة في الجناح. كما وتمكن الجناح من الترويج للمرافق والمنتجات السياحية والمشاريع الثقافية في إمارة أبوظبي، والفعاليات التي تستقطب المجتمع السعودي بشكل خاص من بينها: المتاحف، مسجد الشيخ زايد، عالم فيراري، ياس ووتروورلد، فورمولا1 والفعاليات الأخرى.
وعملت المشاركة الإماراتية في المهرجان على تقوية أواصر الأخوة والصداقة بين السعودية والإمارات وكشف جذور التماثل في الثقافة الكامنة وبخاصة أن التواصل من خلال هذا المهرجان حيوي وانطلق من كونه عملاً إضافياً في تدعيم التواصل عبر دعم التعريف بالتراث والثقافة الخاصة بالشعبين، كما أنه يعمل على التلاقي بين كافة الفئات البشرية من المجتمعين.