انتعش مشهد التصميم الإبداعي بالرياض مساء أمس مع انطلاقة الأسبوع السعودي للتصميم 2017، المقام في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البتروليّة (وهو المبنى الذي صممّته الراحلة زها حديد) تحت عنوان “الحركة والتصميم” بمشاركة العديد من الشركات والمصممين، من ضمنهم علامة المجوهرات المعروفةفان كليف آند أربلز التي عرضت عدداً من تصاميمها الخلابة في معرض “كوتور آند موفمنت”، لتسلّط الضوء على أسلوب التلاعب بالحجم والتصميم في مجوهراتها الخالدة. في حين شاركت الهيئة العامة للرياضة في رعاية هذا الحدث الإبداعي، وألقت الأميرة ريما بنت بندر كلمة ترحيبيّة في بدايته أكدت خلالها على أهميّة تقديم الدعم للمواهب الشابّة، بإقامة مثل هذه المعارض والمناسبات. كما تشارك الهيئة العامّة للرياضة بركن كامل مكوّن من 7 أقسام يستعرض العديد من الأدوات والملابس الرياضيّة.
الأميرة ريما بنت بندر تدعو قرّاء ڤوغ العربيّة لزيارة الأسبوع السعودي للتصميم.
ويقدّم المهندس المعماري مهنّد اسكندراني عمل Chaohexa، وهو عمل جداري يصّور شغفه بالتصميم الرقمي أو الحاسوبي، حيث استخدم لإنتاجه خوارزميات معقّدة لينتج أشكالا يستحيل إنتاجها باليد، والتي وصفها قائلاً: “كان العمل عليها في منتهى الصعوبة، فقد عملت على تثبيت 3672 قطعة يدويّاً لتنتج هذا الشكل المكوّن من خلايا عددها 409 خلايا”. وقد أنهى اسكندراني العمل على هذه القطعة قبل أسبوعين فقط من افتتاح المعرض، في حين استغرق العمل على الفكرة وتنفيذها ما يزيد عن عامين كاملين. ويقول اسكندراني لڤوغ العربيّة: “هذا أوّل عمل أشارك به في أحد المعارض الكبرى، وقد تغيّرت حياتي كلّياً بعد العمل عليه”.
أمّا الفنّان والمصمم السعودي محمد عنقاوي فيشارك بمجموعة شيء، والتي عمل فيها على تفكيك الشكل الهندسي المستخدم في الزخارف الاسلاميّة لإنتاج قطع متعدّدة الاستخدامات، من ضمنها أرفف الكتب، وطاولات القهوة، والمقاعد. “في كلّ مرة أعيد تشكيل هذه القطع ينتج عنها تصميم مختلف تماماً”، يقول عنقاوي واصفاً هذا العمل، وهو ما قد يظهر بديهياً لمن يراه للمرّة الأولى، “هنا يكمن جمال هذه القطع” بحسب رأيه. كما كان التراث العربي مصدر إلهام المصممة سارة الراشد في مجموعة الأطباق الفنّية لعلامة سدو ديزاين التي أطلقتها خلال الأسبوع السعودي للتصميم، “كانت جدّتي تصنع الدمى التراثيّة عندما كنت طفلة، وقد ألهمتني أشكال هذه الدمى لأعيد تصويرها في مجموعة السجّاد الجديدة، إلى جانب إظهارها في عدد من الأطباق الفنّية المحدودة”. تقدّم سارة 50 طبقاً يحمل كلّ منها رقماً يظهر تفرّده.
الأزياء في الأسبوع السعودي للتصميم:
إن لم تحفّز فيك المعروضات المذكورة رغبة في زيارة الأسبوع السعودي للتصميم فقد تثير حماستك علامات الأزياء التي تستعرض أحدث تصاميمها فيه، حيث عرض الأسبوع السعودي للتصميم في دورته الرابعة عدداً كبيراً من العبايات الخلابة، بمشاركة المصممات المحلّيات، مثل علامة حرفة، التي تتعاون من خلالها المصممة نعيمة الشهيل مع جمعيّة حرفة لتنمية وتعزيز العمل اليدوي لنساء القصيم، بالإضافة إلى روان مكّي التي تشارك بمجموعة “أمواج المستقبل” ضمن علامة الأزياء التي تحمل اسمها والتي تحرص فيها على استخدام الأقمشة المصنوعة من مواد معاد تدويرها. ولا يمكن أن ننسى مشاركة “عباية فاكتوري”، وهي عبارة عن عبايةيمكن أن يتحوّل تصميمها إلى سترة عمليّة بكلّ بساطة.
وعدا عن مشاركة علامة المجوهرات الشهيرة فان كليف آند أربلز، شارك في هذا المعرض عدد من علاماتالمجوهرات المحلّية، من ضمنها علامة نون للمصممة نورة الفيصل، وعلامة المجوهرات السعوديّة بن صبّار، بالإضافة إلى مجوهرات المصممة العراقيّة هاجر غني التي حوّلت المجوهرات إلى قطع فنّية تستوحي من ذكرى والدها الراحل محمد غني، وهو نحّات عراقي شهير. وتقول هاجر عن تصاميمها المعروضة في الأسبوع السعودي للتصميم: “تصوّر تصاميم الأساطير والحضارة الكامنة في بلاد الرافدين، وفي العالم العربي أجمع، فمن هنا انطلقت حضارة العالم اليوم”. بينما تعرض علامة تماشي، وهي علامة إكسسوارات بدأت في صناعة الأحذية المستوحاة من التصاميم التراثيّة، في هذا الحدث الإبداعي مجموعة من أغلفة الحواسب المحمولة، وإطارات النظّارات المصنوعة كلّياً من الجلود الطبيعيّة.
تقام الدورة الرابعة من الأسبوع السعودي للتصميم في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البتروليّة بالرياض، من 4 إلى 8 أكتوبر، وتستضيف عدداً من جلسات الحوار وورش العمل التي يترأسها بعض الشخصيّات البارزة في مجال التصميم من ضمنهم مايكل شوماخر رئيس شركة زها حديد للتصميم، وأندريه لي ماسوري المدير الفنّي والإبداعي لشركة Google. لشراء التذاكر، زوروا هذا الموقع www.saudidesignweek.com.