سلّطت مجموعة ألستوم، التي تعمل على تنفيذ نظام النقل المتكامل للخطوط 4 و5 و6 بمشروع مترو الرياض، الضوء على ثماني تقنيات جديدة مبتكرة لها القدرة على إحداث التحوّل في قطاع النقل بمنطقة الشرق الأوسط، ولا سيما المملكة العربية السعودية، سواء الآن أو في المستقبل المنظور.
وأصبحت كل تقنية من هذه الابتكارات متاحة الآن للاستخدام، وهي تتراوح بين التقنيات المتصلة التي تساعد الركاب على التخطيط لرحلات أسهل وأكثر راحة، ومركبات النقل المكوكي التي تعمل في الجزء الأخير من الرحلة، المعروف باسم “الميل الأخير”، والحافلات الكهربائية من الجيل التالي، وأنظمة الإدارة العاملة في كواليس نظام النقل لضمان عمله بسلاسة وكفاءة.
وتقدّم هذه التقنيات، عند الجمع فيما بينها، ثورة في النقل من شأنها أن تُحيله أكثر ذكاءً واستدامةً لكل من المسافرين والمشغّلين، وستساعد على تنشيط الحركة في المدن سريعة النمو ورفع درجة جودة الهواء فيها وصولاً إلى المستقبل المنشود.
وكانت ألستوم ركّبت أول توربيناتها الكهربائية العاملة بالغاز في المملكة العربية السعودية، في العام 1951، ومنذ ذلك الحين، استمر حضورها ينمو ويتسع في المملكة التي تتمتع بتاريخ طويل وحافل في القطاعات الإبداعية لطالما كان محلّ فخر للبلاد. وظلّت ألستوم جزءاً من هذا التاريخ لأكثر من 65 عاماً، ساهمت خلالها في تطوير البنية التحتية للطاقة والنقل في البلاد. واليوم، إذ ينصبُّ تركيز الشركة بالكامل على قطاع النقل، فإنها ترغب في مواصلة دعم المملكة في تلبيتها الحاجة الماسّة للاستثمار في البنية التحتية المتعلقة بوسائل النقل بالسكك الحديدية، وتحظى بفرص عديدة سانحة لتطوير حلول مستدامة قائمة على الابتكار.
وتهدف ألستوم من حضورها في المملكة العربية السعودية إلى إضفاء مزيد من القيمة على المشاريع المخطط لها في قطاعات النقل والمواصلات، ومن ذلك مئات الوظائف التي أوجدتها الشركة للمواطنين السعوديين للعمل في مشروع مترو الرياض.
- نقل ذكي للركاب:
معلومات أولاً بأول لتخطط رحلتك:
خريطة المترو الذكية – اوبتيمت اوربان ماب
أطلقت الستوم نظام اوبتيمت اوربان ماب الذي يوفر المعلومات أولاً بأول عن شبكات المترو لتصبح رحلة المترو أسرع وأكثر راحة وممتعة. صمم النظام للاستخدام الجماعي في محطات القطار ويتيح للمستخدم تصفح شبكة المترو ومتابعة الحركة ومواقع القطارات ومدة الرحلة وأعطال الخدمة ومستوى الراحة على متن القطار، كما يوفر النظام رؤية ديناميكية للمدينة مع الإشارة الى الأماكن العامة التي تهم المستخدم مثل المطاعم والمتاحف والملاعب الرياضية الخ.
يتم تغذية نظام اوبيتمت اوربان ماب بالمعلومات عن حركة القطارات من خلال نظام مراقبة القطارات الآلي الذي يخدم خطوط المترو، بينما يتم تغذية النظام بالمعلومات عن المدينة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل انستاجرام وتويتر وفورسكوير التي تعتمد على تغذية من سكان وزوار المدينة، وبعد أن يقوم النظام بتحليل البيانات يتم اختيارها بمعرفة أحد المنسقين المسئولين.
حدد مكانك على رصيف المترو
نظام اوبتيمات لتحديد نسبة الإشغال على القطار أولاً بأول
يقف الركاب على رصيف المترو بأسلوب عشوائي وعادة ما يتمركز الركاب عند أطراف الرصيف غير عابيثن بأفضل مكان للصعود على متن المترو ويتزاحمون في أوقات الذروة بالقرب من أبواب المترو مما يجعل تبادل الركاب أكثر صعوبة، ولمعالجة هذه المشكلة قامت الستوم بتطوير نظام اوبتيمات لتحديد نسبة الإشغال على القطار أولأ بأول الذي يبين نسبة إشغال كل عربة بواسطة شريط لد ملون (أحمر – برتقالي – أخضر) على بوابات الرصيف وعلى شاشات مراقبة في ممرات المحطة و/أو المصاعد.
يشمل اوبتيمات نظامين – احدهم لحساب كثافة الركاب والآخر لعرض البيانات: يعتمد نظام عد الركاب على حساسات خاصة على بوابات رصيف المترو وحساسات اوبتيمات ومؤشرات أحمال القطار لتحديد عدد الركاب لكل عربة، ويتم إعادة حساب نسبة إشغال المترو بعد معالجة بخوارزميات مع مراعاة مواصفات القطار (الأبعاد – ترتيب المقاعد – الخ) للوقوف على أقصى دقة في المعلومات. تبدأ معالجة البيانات فور غلق أبواب المترو وترسل الى المحطة التالية بعد تحليلها ليشاهدها الركاب على الرصيف وليتمكنوا من الصعود على متن القطار دون زحام.
حلول الميل الأول والأخير
اي-زد 10
استثمرت الستوم 14 مليون يورو في شركة جديدة ومبتكرة – ايزي مايل – لتصنيع مكوك كهربائي ذاتي التشغيل وهو طراز أي-زد 10 الذي يلبي احتياجات النقل الأكثر مرونة ودون عقبات من الباب للباب ومن الميل الأول حتى الأخير. يمثل الطراز الجديد أحدث ما توصلت اليه الستوم في مجال التكنولوجيا دون قائد وتوسع كبير في محفظة الستوم ومدى الحلول التي توفرها للراكب.
ينقل المكوك الكهربائي للنقل الجماعي (طراز أي-زد 10) من انتاج شركة ايزي مايل حتى 12 راكب وتم تصميمه ليتم دمجه في نظام النقل البري الآلي (أي-ار-تي-اس) الذي يستخدم في إطار التطبيق المتخصص للنقل العام في المدن والمناطق السكنية الخاصة. يعمل هذا الطراز بنفس الكفاءة في الاتجاهين دون الحاجة الى الدوران الى الخلف لتغيير اتجاه السير وقد تم تزويد المكوك بأضواء أمامية وخلفية متشابهة يتم تفعيلها آلياً حسب اتجاه سير المكوك.
يعمل طراز أي-زد 10 منذ ابريل 2015 في أكثر من 50 موقع في 14 دولة من آسيا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وأوروبا ويتم تجربة الطراز في باريس – فرنسا منذ سبتمبر 2016
تجارب جديدة في مجال النقل:
ابتيس
أطلقت الستوم مع الشركة التابعة (ان-تي-ال) تجربة جديدة في مجال النقل بلا انبعاثات وتعمل بنسبة 100% بالطاقة الكهربائية – طراز ابتيس.
تم تصميم ابتيس على فكرة الترام وهو مزود بأرضية منخفضة لسهولة الصعود على متن القطار ورؤية شاملة 360°.
يتضمن تصميم ابتيس وضع البطاريات وأنظمة الطاقة على سطح الأتوبيس بينما وضعت الإطارات عند نهايات العربة بلا أغطية مما يتيح الصعود على متن العربة بسهولة غير مسبوقة حيث أن الأرضية منخفضة للغاية. ينقل طراز ابتيس حتى 95 راكب وتم تزويده بأبواب مزدوجة واسعة (عدد 2 أو 3 أبواب) لتيسير صعود وهبوط الركاب حتى لمستخدمي الكراسي المتحركة وعربات الأطفال.
يوفر طراز ابتيس مساحة نوافذ أكبر بمقدار 20% حيث أنه مزود بنوافذ بانورامية مما يضفي لمسات أكبر من الراحة بالإضافة الى خفض الضجيج.
يحتاج- ابتيس مساحة أقل بنسبة 25% أثناء الدوارن حيث أنه مزود بأربعة عجلات قابلة للتوجيه مقابل عجلتين للحافلات التقليدية مما يجعله النظام الأمثل للدمج في أنظمة النقل العام داخل المدن، بينما يحتاج مساحة أصغر أثناء دخول الحالفة المحطة ويحد من المساحة التي يشغلها مقارنة بالحافلات الأخرى.
يتم شحن ابتيس بنظامين مختلفين: النظام الأول يوفر الطاقة اللازمة للتشغيل في اليوم الواحد على متن الحافلة مع شحن البطاريات في المخزن طوال الليل باستخدام كابح تقليدي (يتم شحن البطاريات خلال 6 ساعات)، أما النظام الثاني فهو نظام الستوم اس-ار-اس أو الكابل المعلق المعكوس الذي لا يحتاج سوى 5 دقائق لشحن البطاريات وهي فترة الراحة السريعة للسائق.
كن متصلاً طوال الرحلة
حلول نوماد الرقمية
أصبح الراكب المعاصر في حاجة لأن يكون متصلاً بصفة دائمة أثناء الرحلة نظراً للتزايد المطرد في الأجهزة المحمولة (الهواتف الذكية – الساعات الذكية – الكمبيوتر المحمول – الحاسب اللوحي – الخ) والتطور المستمر في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. استحوذت الستوم على شركة نوماد ديچيتال – الشركة العالمية الرائدة في مجال حلول الاتصالات للراكب ولوسائل النقل بالسكك الحديدية – في إطار استراتيجية الستوم لتحسين تجربة الراكب وحلول الاتصالات اسطول القطارات.
توفر نوماد حلول الاتصال اللاسلكي (واي-فاي) وأنظمة الترفيه (الفيديو – الموسيقي- تشغيل الملفات الرقمية) والاتصال على متن القطار (مثل طلب القهوة من المقعد).
كما توفر نوماد ديچيتال حلول الصيانة من بعيد (مراقبة حالة القطار عبر الانترنت – الصيانة القائمة على الكفاءة – نظام معاونة السائق – منتجات القطار المزود بالطاقة)
( 1 ) النقل السريع لمشغلي الشبكات:
إدارة أفضل للعمليات متعددة الجوانب
ماستريا
أطلقت الستوم نظام ماستريا – حل المراقبة متعددة الجوانب – الذي يقوم بتحليل البيانات آلياً بأسلوب استباقي ويستخدم الذكاء الصناعي لإصدار تقارير سريعة وعالية الكفاءة مما يوفر لمشغلي القطارات حلول بديلة لنقل الركاب.
تتمتع ماستريا بخبرة الستوم العريقة التي تمتد لمدة 30 عام في مجال أنظمة إدارة نقل الركاب في المدن وعلى السكك الطويلة في أنحاء العالم وخبرة معهد الأبحاث التكنولوجية (سيستم – اكس).
يوفر ماستريا سيولة النقل لكافة وسائل النقل (الحافلات – الترام – المترو – الأجرة …) بجمع البيانات عن أفضل المسارات المتاحة لتحسين أداء مشغلي أنظمة النقل، ويحسن من مدة الرحلة بدمج وسائل المواصلات المختلفة حسب كثافة الحركة المرورية. يستطيع نظام ماستريا أن يتوقع أثر الحوادث العارضة على الشبكة مثل الأعطال والحوادث أو الأحداث الخاصة (مثل المباريات الرياضية – سوء الأحوال الجوية – المظاهرات) واقتراح مسارات بديلة للركاب للوصول الى جهاتهم بعناء أقل.
تمتد مزايا ماستريا الى تعديل المسارات المرورية وخفض مدة الرحلة وزيادة سعة وسائل النقل وترشيد استهلاك الطاقة اللازمة لتشغيل أنظمة النقل.
يعتمد نظام ماستريا على أربعة وظائف أساسية: المراقبة متعددة الجوانب – إدارة الحركة المرورية – تناغم العمليات – التحليلات الاستباقية – وكلها وظائف سهلة التوليف ويمكن دمجها حسب حاجة المشغلين وبيئة شبكة النقل. يتواصل ماستريا عبر توصيلات آمنة في الشبكة وتحكم خارجي وأنظمة معلوماتية، وهو نظام مرن وقابل للتوسيع لدمجه في شبكات النقل المختلفة سواء الشبكات المحلية او الشبكات الكبرى ويمكن ضم خطوط جديدة أو إضافية حسب الحاجة.
الالتزام بالمواعيد والمرونة عبر حلول ذاتية التشغيل
مساعد القيادة
يضمن نظام مساعد القيادة زيادة سعة النقل وجودة الخدمة وتحسين الالتزام بالمواعيد والمحطات الدقيقة وترشيد الاستهلاك عبر رحلة سلسة.
توفر الستوم نظام أي-تي-او للتشغيل الآلي للمترو – أحدث الأنظمة لمساعد السائق – على أكثر من 50 خط في مدن حول العالم مثل سنغافورة وهونج كونج وبكين (الصين) ولوزان (سويسرا) وبنما الى جانب 40 مشغل مترو تعمل خلالهم الستوم كرائدة المجموعة. قامت أيضاً الستوم بتشغيل نظام أي-تي-او في القطارات الإقليمية مثل شبكة ار-أي-ار (أ) في باريس وهو أكثر القطارات الإقليمية كثافة في العالم حيث ينقل 1.2 مليون راكب/يوم حيث حققت الستوم سابقة تكنولوجية بتركيب النظام على النظام القديم الذي يعمل منذ أكثر من 30 عام وسوف تنتهي الستوم من تركيب النظام على القطارات أي-أي-ار بحلول عام 2018 لتصل طاقة التشغيل الى 30 قطار في الساعة (من معدل تقاطر حالي قدره 24-25 قطار/س) وخفض زمن الرحلة الى دقيقتين، مع مراعاة أن ستقوم الستوم بتركيب النظام على قطارات الخطوط الطويلة في الفترة المقبلة.
بدون سائق
يضمن التشغيل بدون سائق المرونة وخفض التكلفة وتستثمر الستوم في أنظمة ذاتية بدون سائق لدعم محفظة خدماتها مثل الاستثمار الحديث في نظام ايزي مايل واختبارات الترام في مخازن الهيئة القومية للسكك الحديدية في ضواحي باريس (فيتري-سور-سين). يتوافر الترام بجهاز التفاعل التخايلي وتحديد الموقع ونظام ليدار لمنع الاصطدامات والحساسات المتخصصة في سابقة فريدة من نوعها في العالم يتيح الانتظار في المخزن بالنظام الذاتي.
الصيانة الاستباقية من خلال تطبيقات متقدمة لعلوم البيانات:
نظام هلث هاب:
اطلقت الستوم نظام هلث هاب منذ عدة سنوات وهو نظام لجمع البيانات من القطارات والبنية التحتية وأنظمة الإشارات للصيانة الاستباقية لكافة الأصول الخاصة بالنقل بالسكك الحديدية، ويطور هذا النظام الصيانة التقليدية القائمة على حساب المسافة التي يقطعها القطار الى نظام يعتمد على حالة القطار واجراء الصيانة على أساس استباقي. يعتمد النظام الحديث على خوارزميات تجمع بين تحليل البيانات المتطور والخبرة الفنية من مرحلة التصميم حتى التشغيل.
يوفر النظام الحديث الواجهة والتقارير التي تحول البيانات الى معلومات ذات قيمة يتم تطبيقها في نشاطات الصيانة والتشغيل، وهو نظام قائم على الحفظ في السحاب أو ضمن هيكل في مكان العمل حسب ضغوط العميل المحددة، ويمكن تحسين التوافر والكفاءة والتكلفة بضم استراتيجيات الصيانة الحديثة (مثل خطط الصيانة الديناميكية).
بدأ تطبيق نظام مراقبة حالة القطارات عن بعد عام 2006 بنظام ترين تريسر الذي يتيح اتخاذ القرارات الذكية القائمة على البيانات الفعلية وقد تم نشر النظام عام 2014 على الخطوط الطويلة (قطار فيرچن فائق السرعة طراز بندولينو في المملكة المتحدة والقطار السريع ان-تي-في في إيطاليا وقطار بندولينو فائق السرعة في بولندا الخ) ونظام هلث هاب الذي طرح مؤخراً لخدمة النقل داخل المدن مثل أنظمة ترام في المدن الفرنسية مثل رانس ونيس.