نظم جهاز الشرطة الخليجية مؤخراً دورة تدريبية متقدمة للتعريف بأحدث التهديدات المتعلقة بالأمن الإلكتروني، وذلك في إطار تعاونها مع كاسبرسكي لاب العالمية المختصة بالأمن الإلكتروني، وركّزت الدورة التدريبية على بناء القدرات والتوعية بأهم التهديدات التي تواجهها المنطقة بشكل عام ودول الخليج العربي بشكل خاص، نظراً للدور الحيوي الذي يلعبه منتسبو الجهاز في التنسيق بمجال مكافحة الجرائم الإلكترونية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وقال العقيد مبارك سعيد الخييلي مدير جهاز الشرطة الخليجية، “إن الدورة شكّلت محاكاة واقعية للتعامل مع التهديدات القادمة عبر الإنترنت والهجمات التي يمكن أن تواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في أي وقت، وقد أجرينا هذا التدريب تماشياً مع الأهداف الاستراتيجية لجهاز الشرطة الخليجية الرامية إلى رفع مستوى التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الجرائم و دعم وتعزيز الجهود في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية “.
وسلطت الدورة الضوء على أفضل الممارسات الكفيلة بالحفاظ على الأمن في فضاء الإنترنت كما اطلع المشاركون فيها على أحدث التوجهات التي يتبعها مجرمو الإنترنت في ارتكاب جرائمهم، وهدفت المبادرة إلى توضيح أهمية رفع درجة الأمن في المؤسسات وأماكن العمل وإظهار كيف يمكن لحادث أمني أن يؤثر سلباً في عمل المؤسسات، سواء الحكومية أو في القطاع الخاص.
وتؤكد هذه المبادرة التزام كاسبرسكي لاب بالتعاون مع الجهات المعنية عالمياً وإقليمياً في سبيل تعزيز مكافحة الجريمة الإلكترونية، وناقش خبراء الشركة خلال الجلسة، مجموعة واسعة من الجوانب المتقدمة في مواضيع تنوّعت بين إدارة كلمات المرور، والممارسات السلوكية عبر الإنترنت، والأمن في وسائل التواصل الاجتماعي، والخصوصية على الإنترنت، فضلاً عن التوجّهات الحديثة التي لوحظت في التهديدات والهجمات ضمن مشهد الأمن الإلكتروني بأنحاء المنطقة، مثل الهجمات الموجّهة وهجمات الوسيط وهجمات التصيد الموجّه، وغير ذلك.
وتكشف كاسبرسكي لاب، في المتوسط، عن 360,000 ملف تخريبي يومياً، بزيادة قدرها 11% عن المعدل اليومي لأعداد الملفات التخريبية المكتشفة العام الماضي، ما يؤكّد أهمية الهدف الذي تسعى للوصول إليه، والمتمثل بتثقيف مختلف الجهات والمؤسسات والمستخدمين بشأن التهديدات التي يمكن أن يتعرضوا لها.
من جانبه، أعرب أمير كنعان، المدير العام لشركة كاسبرسكي لاب في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، عن سروره بلعب دور في مساعدة جهاز الشرطة الخليجية على اتخاذ خطوات ثابتة نحو ضمان بيئة عمل خالية من التهديدات، مؤكداً أن نشر الوعي بين الموظفين يجعلهم “أقوى خطوط الدفاع وأكثرها فاعلية في المؤسسة”.
ومشيراً إلى أن نقص الوعي بأمن تقنية المعلومات في أوساط الموظفين “لا يزال حقيقة مثيرة للقلق”، وقال: “أشارت دراسة حديثة أجريناها مع شركة B2B International إلى أن نسبة الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا الذين يدركون تماماً سياسات أمن تقنية المعلومات والمبادئ التوجيهية بهذا الشأن في أماكن عملهم لا تتعدى 18% فقط، ما يسترعي الانتباه إلى أهمية عقد برامج منتظمة للتدريب والتوعية، لا سيما وأن الهجمات الإلكترونية تصبح أكثر تعقيداً وابتكاراً بمرور الوقت، فالوعي الأمني والتعليم يشكّلان ركيزتين أساسيتين في مكافحة الجريمة الإلكترونية”.