اختتمت النسخة الأولى من ملتقى الإبداع الثقافي التي نظمتها الهيئة العامة للثقافة والمجلس الثقافي البريطاني ، والذي انعقد في الفترة بين 3 – 4 فبراير في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وشهد الملتقى حضور أكثر من 200 موفد بما في ذلك نخبة من صناع القرار وخبراء الفن والطلاب من مختلف القطاعات الإبداعية من منطقة الخليج والمملكة المتحدة. كما شارك في الملتقى مجموعة من المتحدثين البارزين من 10 دول مختلفة، حيث تناولوا عدداً من المواضيع المهمة وناقشوا التأثير الاجتماعي والاقتصادي للقطاع الإبداعي في منطقة الخليج.
وانطلق الملتقى رسمياً يوم الأحد 3 فبراير بكلمة افتتاحية من سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة المهندس أحمد بن فهد المزيد، والرئيس التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني السير كيران ديفان؛ مجسداً بذلك أول تعاون على المستوى الدولي بين الجهتين.
وبدأ اليوم الثاني والأخير من الملتقى مع نشاط إبداعي ممتع بقيادة سيمون شاركي من شركة “نيسيسري سبيس ثيتر”، قام خلاله الموفدون بممارسة نشاط محفز للتفكير، حيث تعين عليهم اتباع نمط معقد باستخدام كلتا اليدين. وخلال حديثه، أجرى شاركي- الذي كان سابقاً في مسرح اسكتلندا الوطني- مقارنة بين تحول المشهد الفني الاسكتلندي خلال السنوات العشرين الماضية، والتطور الكبير للمشهد الفني في المملكة العربية السعودية التي تشهد تغييرات كبيرة على العديد من الأصعدة.
وتضمنت الجلسة الثانية عرضاً توضيحياً للدكتورة باتريشيا كاسزينسكا، زميلة أبحاث في مركز الابتكار والأفكار في جامعة لندن للفنون، والتي ركزت على أهمية البحث في مساعدة خبراء الفنون والثقافة على فهم احتياجات الجمهور وقدرة أعمالهم على التأثير. كما سلطت الضوء على أهمية التعاون بين الفنانين والمؤسسات الثقافية والفنية والجمهور، مشيرةً إلى أن إعداد البرامج الفنية لا يجب أن يكون بمعزل عن المجتمعات.
واستعرضت الجلسات الختامية أمثلة عن برامج تنمية المهارات من مختلف بلدان الخليج العربي، كما استطلعت وجهات نظر بعض أصحاب العمل حول أكثر ما يهمهم عند توظيف أشخاص جدد. وساهمت هذه الجلسات في تسهيل عملية تبادل المعرفة والأفكار بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مناقشة سبل التعاون فيما بينها لتحقيق المنفعة المتبادلة وحفز نمو القطاعات الإبداعية في المملكة المتحدة والدول الخليجية.
وبهذه المناسبة، أفاد سعادة المهندس أحمد بن فهد المزيد، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة: “شكل ملتقى الإبداع الثقافي منصة هامة للنهوض بالقطاع الإبداعي في المملكة العربية السعودية. وقد جمع تحت مظلته أكثر من 200 شخص من خبراء القطاع والطلاب الشغوفين بالثقافة والفنون، للتحاور والتعرف على المواهب الإبداعية الهائلة التي تشهدها المملكة حالياً. ونحن نتطلع إلى إقامة المزيد من المشاريع بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني وجميع الشركاء الخليجيين الذين حضروا الملتقى”.
ومن جانبه، قال أمير رمزان مدير المجلس الثقافي البريطاني في المملكة العربية السعودية: “نحن فخورون للغاية بنجاح ملتقى الإبداع الثقافي وبالردود الإيجابية التي أبداها الحضور، حيث أتيحت لهم الفرصة للمساهمة في بلورة وتطوير خطط لمستقبل القطاع الثقافي في المملكة. ولا يمكن الاستهانة أبداً بأهمية الفنون والثقافة، ولا سيما لتأثيرها الكبير على الاقتصاد وسعادة ورفاه المجتمع. وأتوجه بجزيل الشكر إلى الهيئة العامة للثقافة على حسن تعاونهم مع المجلس الثقافي البريطاني، ونأمل من خلال تعاوننا هذا أن نكون مصدر إلهام للأجيال القادمة للانخراط في أحد القطاعات الإبداعية في المملكة”.