أكد الرئيس التنفيذي لشركة الراجحي الدولية للاستثمار الدكتور خالد الملاحي بأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي الخارجي تسهم في تأمين المقدرات المستقبلية للأجيال القادمة، مبيناً بأن المبادرة جاءت لتعالج تأثير الأزمة الغذائية التي شهدها العالم بين عامي 2007 و2008 وأدت إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، كما أثرت سلباً على مستوى معيشة المواطنين في الكثير من الدول، ومنها المملكة، وذلك نتيجة عدة عوامل أبرزها الانخفاض الكبير في الإنتاج العالمي من الحبوب ومخزوناتها، والتوجه نحو إنتاج الوقود الحيوي من بعض المنتجات الزراعية، فضلا عن قيام البلدان المصدرة للسلع الزراعية بفرض قيود وإجراءات حظر لصادراتها من الحبوب.
وأبان د. الملاحي خلال مشاركته في الملتقى الاقتصادي السعودي السوداني الذي نظمه مجلس الغرف السعودية بالتعاون مع اتحاد أصحاب العمل السوداني بأن هذه المبادرة أكدت عدم انتظار وقوع المأساة ثم التحرك بعدها على غرار ما حدث عالمياً عند التعرض للأزمة المالية والغذائية العالميتين، مشيراً إلى أن هذه المبادرة كانت الدافع الأكبر لانطلاقة الراجحي الدولية للاستثمار تجاه الاستثمار الخارجي لتؤكد مسيرنا نحو الاتجاه الصحيح، بما شكلته من وعي استراتيجي ونظرة بعيدة لقيادتنا الحكيمة من حيث التفكير.
وأضاف د. الملاحي بأن المملكة حرصت في المساهمة مع بعض دول العالم لإيجاد حل لهذه المشكلة، حيث جاءت مبادرة الملك عبدالله حفظه الله للاستثمار الزراعي للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني والعالمي وبناء شراكات تكاملية مع عدد من الدول في مختلف أنحاء العالم التي تتوفر فيها مقومات وإمكانات زراعية عالية لتنمية وإدارة الاستثمارات الزراعية في عدد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية بكميات كافية وأسعار مستقرة، وتبع ذلك التوجيه السامي بحث المستثمرين السعوديين للاستثمار الزراعي الخارجي وحث القطاعات الحكومية المعنية لتقديم كافة التسهيلات المناسبة للمستثمرين السعوديين للاستثمار الخارجي في المجال الزراعي، وهو ما جعلنا من أوائل الشركات التي تستجيب للدعوة الكريمة التي أسستها المبادرة إيمانا منا بمسؤوليتنا الاجتماعية قبل الاقتصادية في المساهمة في كل ما فيه خير الوطن والأمة العربية والإسلامية.
وعن استثمارات مجموعة الراجحي الدولية في السودان قال الملاحي إن البيئة الاستثمارية التي وفرتها الحكومية السودانية للمستثمرين السعوديين مشجعة للتوسع بشكل كبير في العمليات الزراعية الأولية والمتقدمة، والمتابع للتنمية المحلية في السودان سواء في التشريعات أو البنية التحتية يلاحظ النمو المضطرد والتحسن الكبير خلال الخمس سنوات الأخيرة.
وأضاف الملاحي: نحن بدأنا في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم بمساحة 50 ألف فدان وعدد 20 محور عام 2008م، واليوم وصلنا لـ 85 محور وشققنا أكثر من 35 كلم من القنوات لري المحاصيل.
وحول تطلعات المجموعة في السودان قال د. الملاحي: نحن ولله الحمد حققنا مع الحكومة السودانية النموذج الأمثل في الاستثمار وفق تنسيق عالي المستوى تمثل بافتتاح فخامة الرئيس السوداني لمشروعنا هناك واحتفلنا سويا بباكورة إنتاجنا من المشروع، ونعمل اليوم لزيادة استثماراتنا هناك لما تملكه البيئة السودانية من عوامل ومقومات طبوغرافية ومناخية قلما تجدها في دول أخرى ، ونحن نؤمن بأن الاستثمار في الأرض يحقق الأمن الغذائي الذي ينشده الجميع وكلما زاد التوسع في هذا المجال باستخدام التقنيات الجديدة كلما حققنا المزيد من الرفاه الاجتماعي والاستغلال الأمثل للموارد.