نجحت جزر المالديف الواقعة في ثالث أكبر المحيطات المائية على الكرة الأرضية (المحيط الهندي)، من إعطاء الصناعة السياحية عمومًا وقطاع الضيافة بٌعدًا حيويًا من خلال تنشيط مفهوم “الاستدامة” أو “السياحة المستدامة”، لتصبح بذلك إحدى العلامات الفارقة من بين الوجهات العالمية السياحية المائية.
وتعتبر “السياحة المستدامة”، أحد أهم مفاهيم الصناعة السياحية وأعمقها، وهو مفهوم قريب من السياحة البديلة أو السياحة المسؤولة، وهي ذات مسار إيجابي لخدمة التنمية المحلية دون التأثير على مسارات البيئة خصوصًا، والمجتمع والاقتصاد على وجه العموم.
الاستدامة الساحرة
وتكمن خلف “سياحة الاستدامة” أو “الاستدامة البيئة” في جزر المالديف الساحرة، قصة ملهمة يمكن وضعها ضمن إطار “حراسة البيئة”، والتي جاءت من لدن الزوجين سونو وايفا شيفداساني، الثنائي اللذين أسسا منتجعات ” سونيڤا فوشي” و” سونيڤا جوني”.
وابتكر سونو وهو رجل أعمال بريطاني من أصول هندية وزوجته ايفا عارضة الأزياء السويدية نموذجًا “للسياحة المستدامة” التي يُنشدانها، والتي تقوم على مبدأ “التعايش والوئام بين البيئة وقضاء العطلات الفاخرة”، بالنسبة لمحبي الطبيعة الساحرة، واستطاعا من خلال هذا التمازج في دعم قطاع الضيافة الفاخر والحفاظ على جمال البيئة في الوقت نفسه.
نموذج “السياحة المستدامة”، أحد النتائج الإيجابية التي طبقتها مؤسسة سونيڤا الخيرية (عُرفت سابقًا بـ SLOWLIFE) وهي مسجلة في بريطانيا لدعم تطوير المشاريع المبتكرة والتصدي الاجتماعية والبيئية في جميع أنحاء العالم، ويعد سونو أحد مؤسسيها، ولدى الزوجان رؤية مشتركة بالنسبة لمنتجعاتهما، وهي أن “الشعور بالرمال تحت قدمي الانسان، والاستحمام في الهواء الطلق تحت مظلة من النباتات، وتناول الطعام تحت النجوم الساطعة هو المعنى الحقيقي للترف والفخامة”.
هذه الفلسفة الجديدة في قطاع الضيافة ساهمت في وضع المالديف في خريطة “الاستدامة السياحية” العالمية، ولم تتوقف جهود الزوجين عند هذا الحد، ففي عام 2009 افتتحت سونيفا أكبر حقل لتوليد الطاقة الشمسية في جزر المالديڤ، وتلقى الزوجان سونو وإيڤا شيڤداساني أولى جوائز بنك باركليز لإدارة الثروات المستدامة تكريماً لجهودهما الرامية لتحفيز معايير الاستدامة في قطاع الضيافة، كما أن منتجع سونيڤا فوشي أصبح المقر الرئيسي لمنظمة فينيشد ويذ فينز بجزر المالديف، وهي معنية بمكافحة عمليات الصيد غير القانونية لقطع زعانف أسماك القرش وهي حية، حيث تطال هذه العملية أعدادً كبيرة جداً من أسماك القرش سنوياً.
ولتعزيز مفهوم الاستدامة في عالم الموضة أطلقت “سونيڤا” ما بين 31 مايو وحتى 5 يوينو الماضيين حملة ترويجية مع منتجة عروض الأزياء المبتكرة جيسيكا مين آن، زارت خلالها منتجع سونيفا فوشي وقامت بعمل جلسة تصوير ارتدت خلالها مجموعةً من الأزياء الراقية والملابس الجاهزة وقطع الإكسسوارات الخالية من مكونات الجلد أو الفرو أو الريش، وزينت إطلالتها بمستحضرات تجميل لم تُختبر على الحيوانات على الإطلاق. وقد تضمنت الزيارة جولة في عدد من المرافق المميزة داخل منتجع فوشي منهم مركز “إيكو سنترو” الذي يعدّ أول مركز متكامل لإدارة النفايات في جزر المالديف.