الاحتفال بيوم افريقيا والذي وافق هذا العام ذكري تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963م

تحتفل الشعوب الافريقية في الخامس والعشرين من مايو من كل عام بذكري تأسيس ‏ أول منظمة قارية تجمع كل الدول الأفريقية تجسيدا لتطلعات كل الشعوب الافريقية لتحقيق طموحاتهم المشروعة فى الاستقلال ومناهضة التمييز بكافة أشكاله، وعملية البناء والتنمية. ونود أن نوجه التحية في هذا اليوم الجليل لقادة افريقيا المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية الذين غرسوا  بذور الوحدة الإفريقية، ومهدوا الطريق أمام إفريقيا لتكون سلمية ومزدهرة وموحدة للأجيال الافريقية القادمة.
وفي هذا العام 2013 تحتفل القارة السمراء باليوبيل الذهبي لميلاد منظمة الوحدة الافريقية والتي تم الإعلان عن تحولها إلى الاتحاد الافريقى خلال القمة الافريقية بمدينة سرت الليبية فى 9/9/1999، ليتم فيما بعد الإعلان عن تأسيس الاتحاد الافريقى بصفة رسمية خلال قمة القادة الأفارقة بمدينة ديربان بجنوب افريقيا فى 4/7/2002، ومنذ ذلك التاريخ اصبح الاتحاد الإفريقي بديلاً لمنظمة الوحدة الأفريقية ليكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه القارة الأفريقية فى القرن الحادي والعشرين، وقد شكل الاتحاد الافريقي منذ نشأته قوة دافعة لتطوير العديد من الهياكل والمؤسسات التابعة له مثل برلمان عموم افريقيا ومجلس السلم والأمن والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (النيباد) وبعض المؤسسات المالية والاقتصادية لتعكس رغبة أفريقيا في تثبيت قيم السلام الدائم وحقوق الإنسان والإدارة الرشيدة والتنمية المستدامة.
ان الاحتفال سنويا بيوم أفريقيا، يتيح لنا مجدداً فرصة التفكير في مغزى هذا اليوم الذي يمثل مناسبة للتأمل في هويتنا المشتركة كأفريقيين والنظر الي وجود روابط قوية تجمع بيننا بالرغم من تنوعنا الثقافي والعرقي  كما يتيح يوم أفريقيا كل عام فرصة لبحث التقدم المحرز في القارة الأفريقية، وتقييم المشكلات التي تواجهها، والتفكير في الإمكانات الهائلة غير المستغلة التي تزخر بها. وعلي الرغم  من الوفرة فى الموارد الطبيعية التى تتمتع بها أفريقيا فإن اقتصاديات معظم دولها لازالت تحتل مكانة غير متميزة فى الاقتصاد العالمى . ولا تزال بعض الدول الأفريقية تعانى من ارتفاع معدلات الفقر والأمية قياساً على مناطق العالم الأخرى.
ومن المهم ايضا ان نذكر انفسنا في هذا اليوم بالتحديات الهائلة التي يجابهها اتحادنا الافريقي وعلى رأسها تحديات تحقيق أهداف الألفية التنموية للأمم المتحدة بحلول عام 2015 والتى تهدف إلى الحد من معدلات الفقر وتأمين التعليم والصحة وتحقيق المساواة بين الجنسين وحماية البيئة وتطوير التعاون الدولى من أجل النهوض بالتنمية وتخفيض الديون.
في هذا اليوم ننظر بعين الامل المشرق نحو الايجابيات التي تحققت، حيث سارت أفريقيا وأسواقها بخطوات ملموسة نحو الاندماج فى الاقتصاد العالمى، واصبحت اسواقها هدفا للمنتجات العالمية والتي استطاعت النفاذ عبر عدد من التكتلات الاقتصادية الافريقية والتي سايرت فيها افريقيا العالم الذي يولي اهمية بالغة للاندماج الاقليمي من اجل مواجهة جماعية للتحديات ومن اجل اندماج افضل في الاقتصاد العالمي، ومن هذه التكتلات منظمة الكوميسا لدول شرق وجنوب القارة ومنظمة سادك لدول جنوب القارة ومنظمة الاكواس لدول غرب القارة واتحاد دول المغرب لدول شمال القارة وتجمع الساحل والصحراء (س.ص) ودول الإيجاد، ولكننا مازلنا نأمل في المزيد من المشاركة الافريقية في التجارة العالمية وتدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر حتي يمكن ان يرتفع نصيب القارة من إجمالى الناتج العالمى .
إننا كممثلين للشعوب الإفريقية وكممثلين معتمدين لدولنا لدي المملكة العربية السعودية نؤكد أن المملكة  تربطها ودول القارة علاقات متميزة وتاريخية، متطورة وازدادت نمواً بفضل التعاون واللقاءات المتواصلة بين خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الامير سلمان بن عبد العزيز مع قادة الدول الإفريقية، ومساهمة المملكة في دعم المشاريع التنموية في إفريقيا انطلاقا من حرص المملكة على الارتقاء بالعملية التنموية والعمل على تحقيق مصالح الشعوب في القارة.
كما يتم التعاون بين الجانبين من خلال عضويتهما المشتركة في المؤسسات والمنظمات الدولية ومن اهمها منظمة الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي او من خلال المنظمات الاقليمية كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن خلال المؤسسات والصناديق التنموية والاستثمارات الخليجية، كما استضافت المملكة في عام 2010 مؤتمر الاستثمار الخليجي الإفريقي والذي كان من بين أهدافه تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية القائمة في مجالات الزراعة والمعادن والموارد الطبيعية والطاقة والاتصالات والبنية التحتية والسياحة والتجارة المتوافرة في هاتين الكتلتين الاقتصاديتين الهامتين. كما تشارك الممكلة دائما في القمم العربية الافريقية وبهذه المناسبة نتمني النجاح للقمة العربية الافريقية المقبلة والتى ستحتضنها دولة الكويت فى نوفمبر 2013، كي تدفع بالعمل العربي الافريقي المشترك لافاق ارحب ونجاحات ملموسة.
كما نود في هذه المناسبة العزيزة علي قلوب الأفارقة أن نجدد تعهدنا ببذل كل ما بوسعنا جميعا للعمل معا حتي نجسد رؤيتنا بشأن قارة يسودها السلم والرخاء والديمقراطية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف اخبار المؤتمرات الصحفية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.