باتت تقنية المعلومات تتصدّر قائمة الأولويات للمؤسسات الكبيرة، إذ باتت تنظر إليها كعنصر أساسي لتحقيق النموّ والابتكار في الأعمال. وفي هذا الإطار يركّز مدراء تقنية المعلومات في السعودية على كيفية الاستفادة من التقنية لتعزيز أعمال المؤسسات.
ويعتبر قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية الأكبر في المنطقة، إذ يحتل نسبة 50% من إجمالي مبيعات القطاع في دول الخليج العربي، مما يضع مدراء تقنية المعلومات في السعودية في طليعة المتعاملين مع التوجهات العالمية الرئيسية التي ترسم خارطة استخدام التقنية في العمل. وتمثل التوجهات التقنية في كثير من الأحيان فرصاً وتحدّيات في الوقت ذاته في ظلّ سعي مدراء تقنية المعلومات لمواكبتها وتحقيق التطلّعات المتنامية لمؤسساتهم.
وقد أظهرت دراسة حديثة لمؤسسة جارتنر للأبحاث أن أبرز التوجهات الحالية هي مسألة الحماية واستخدام الأجهزة الشخصية في العمل، وبيّنت الدراسة أن السياسات والأدوات المتبعة في هذا المجال قد صمّمت للتعامل مع الأجهزة الجوّالة التي تتمتع بتقنيات حماية مخصّصة للمستخدم العادي، وأن من الضروري تعديل هذه التقنيات المخصصة للأجهزة الجوّالة، لاسيّما وأنها أصبحت تخضع للتحكم الدائم من قبل المستخدمين الأفراد بدلا من المؤسسات.
وستلعب الحوسبة السحابية والتقنيات الجوّالة دورا محوريّاً مع ازدياد استخدام الأجهزة والتطبيقات الجوّالة والتوجّه نحو توفير البرامج على شكل خدمات (SaaS) والمنصات على شكل خدمات (PaaS)، وهو ما تطلق عليه مؤسسة IDC للأبحاث اسم «المنصة الثالثة»، وسيساعد ذلك على إحداث تغييرات كبيرة في مراكز البيانات ومؤسسات تقنية المعلومات التي تدعم حلول «المنصة الثالثة».
ويمكن لمدراء تقنية المعلومات في السعودية مواكبة هذه التوجهات بما ينعكس إيجابا على أعمالهم، مع الحفاظ في الوقت ذاته على قدرات التحكم بالحماية والإدارة.
وتتمتع المملكة العربية السعودية بأحد أكثر أسواق تقنية المعلومات حيوية في المنطقة، ولدى القطاع العامّ فيها استثمارات ضخمة في التقنية، كما أنها تتمتع بقوة قطاع النفط والغاز والقطاع المصرفي والخدمات المالية، مما يخلق جوّاً يشجّع على التفوق في الأعمال. وستتجاوز قيمة سوق تقنية المعلومات في السعودية 10 مليار دولار (37 مليار ريال سعودي) في العام 2013 وفقاً لمؤسسة IDC للأبحاث، على أن ترتفع هذه القيمة إلى أكثر من 12 مليار دولار (45 مليار ريال سعودي) خلال العامين القادمين.
ووفقا لأبحاث «جارتنر» و IDC، فإن أبرز التوجهات التقنية التي تسهم في نموّ الأعمال كما يراها مدراء تقنية المعلومات هي:
استخدام الأجهزة الشخصية في العمل: إدارة ومراقبة انتشار الأجهزة
الحوسبة السحابية: إدارة التطبيقات والتحكم باستخدامها وحماية البيانات
الأمن: الحفاظ على مرونة التطبيقات والأجهزة
الاستخدام الجوّال: فهم كيفية تعزيز قدرات الشركات في مجال الاستخدام الجوّال
ويتطلع مدراء التقنية في السعودية مع انتشار التوجهات التقنية الحديثة لتحقيق نتائج أفضل بصورة أسرع وبأقل الجهود والتكاليف، ويواجه هؤلاء ضغوطا مستمرة للتعامل مع القضايا اليومية التي تؤثر على الأعمال بصورة فعّالة وآمنة. وفي الوقت ذاته تمثل تطلّعات المؤسسات والموظفين فيها ضغوطا إضافية على مدراء تقنية المعلومات في السعودية، لاسيما عندما يمرّ السوق بمرحلة من التحوّل السريع. وهناك إقبال كبير على خدمات الإنترنت والخدمات الجوّالة في السعودية، وذلك مع ازدياد اعتماد المؤسسات والهيئات الحكومية على خدمات الإنترنت، مما يوفّر فرصا كبيرة للمتعاقدين ومزوّدي الخدمات.
وقد تجاوزت المؤسسات الرؤى التقليدية لتتطلّع إلى تسخير طرق جديدة للاتصال والتشارك، وإدارة الأجهزة المتعدّدة، وتأمين العديد من المنصات، وتأمين نماذج عمل جوّالة وآمنة. وتبشّر هذه العناصر باستخدام التقنيات الاستهلاكية في العمل، لكنها تحمل في الوقت ذاته مخاطر يمكن أن تؤثر على عمل الشركة إذا لم يتم فحص الإجراءات التقنية المستخدمة والاستثمارات في هذا المجال.
ما هو القاسم المشترك؟
تتبنى أقسام تقنية المعلومات في المؤسسات، لاسيما في المملكة العربية السعودية، استخدام الأجهزة الشخصية في العمل بصورة متزايدة، لاسيما للكمبيوترات اللوحية أو التابلت، وذلك بسبب الطلب المتزايد من الموظفين عليها، وقد عملت Dell على مساعدة الشركات على الاستفادة من هذه الفرصة من خلال توفير التدريب المطلوب والدعم للتأكد من قدرة أقسام تقنية المعلومات على تحديد الحلول المناسبة لكلّ مؤسسة وفقا لمتطلباتها الخاصة.
ويمكن فهم التردد الذي يبديه مدراء تقنية المعلومات تجاه استخدام التقنيات الحديثة، وذلك في ظل المخاوف من استخدام التجهيزات أو البرامج أو الخدمات غير المناسبة أو غير المحميّة. إلا أن الجانب الإيجابي في هذا المجال هو أن الاعتماد على أدوات العمل الحديثة الفعّالة والمنتجة بطريقة آمنة وقابلة للإدارة قد أصبح أمرا ممكنا وواقعيا.
ويولي مدراء تقنية المعلومات اهتماما متزايدا حول الآلية التي يتطلع إليها الموظفون للعمل والوصول إلى المعلومات بصورة سلسة، وذلك مع ازدياد الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات الاستهلاكية التي تستهدف الشركات والتي أصبحت من أبرز التوجهات التقنية، كما باتوا يركّزون على طبيعة العلاقة بين الموظفين والمؤسسات. ويريد الموظفون اليوم الوصول إلى المعلومات بطريقة سلسة وأن تتوفر لهم المرونة التي تمكنهم من العمل من أي مكان وفي أي زمان وباستخدام الأدوات المناسبة، وإضافة إلى ذلك فإن توفير ميزة اللمس في الأجهزة سيغير شروط اللعبة ويوفر مستويات غير مسبوقة من الإنتاجية للقوى العاملة.
وتضم السوق السعودية بشكل خاص عدداً كبيراً من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل عماد هذا السوق، ورغم أن هذه الشركات لديها البنية التحتية ومخطط الجدوى الاقتصادية لاستخدام الأجهزة الشخصية في العمل، إلا أنها لا تزال تحتاج إلى حلول لدعمها. أما بالنسبة للمؤسسات الكبيرة فقد لا يكون استخدام الأجهزة الشخصية في العمل حلاً عملياً، وما يمكن لهذه الشركات القيام به كبديل لذلك هو استخدام الكمبيوترات المكتبية صغيرة الحجم التي يمكن لأقسام تقنية المعلومات إدارتها ودعمها.
ينبغي على مدراء تقنية المعلومات تمكين الشركات والموظفين من الاتصال بحرية من أي مكان وفي أي زمان دون المساومة على الأمن وقدرات الإدارة. وينطبق ذلك بصورة كبيرة على المؤسسات السعودية التي على مستوى المملكة أو على مستوى العالم في قطاعات رئيسية مثل النفط والاتصالات والرعاية الصحية وفي القطاع الحكومي، ولا يمكن لهذه القطاعات التفريط في الحفاظ على أمن عملياتها.
إن حماية بيانات الشركات والعملاء هو أمر ضروري لسلامة أعمال أي شركة، إلا أن مسألة الأمن قد تكون صعبة ومكلفة في إدارتها وتطبيقها، كما أنها قد تتداخل مع الإجراءات اليومية لتقنية المعلومات في المؤسسة.
وينبغي على مدراء تقنية المعلومات توفير كلّ من الكمبيوترات المحمولة الخفيفة والكمبيوترات اللوحية لتعزيز الاستفادة من التوجهات التقنية الرئيسية ودعم فئة المستخدمين الجوّالين التي تكبر باستمرار. وتتميز الكمبيوترات المحمولة الخفيفة والكمبيوترات اللوحية بنحافتها وتصميمها الرشيق والجميل، إلا أنها تتمتع في الوقت ذاته بالمتانة وبمزايا الحماية الموثوقة وتوفر أدوات لإدارة البيانات والأجهزة معا. وتبرز أهمية العوامل السابقة في السوق السعودية بسبب الانتشار الكبير للأجهزة اللوحية فيها.
ولا يوجد حلّ واحد يناسب كل المؤسسات، كما ينبغي على الشركات احتضان وتبنّي تكنولوجيا المعلومات الاستهلاكية التي تستهدف الشركات بعقلية مفتوحة، أي اعتماد منهج خاصّ يناسب ظروف عمل الشركة ويضع معايير واضحة حول مستوى الخيارات المتاحة.