الرياض، 9 ديسمبر 2012م: تميز معرض الرياض الدولي لتطوير المدن والاستثمار العقاري – سيتي سكيب الرياض 2012 الذي افتتحه أمس سعادة المهندس عبدالله بن سعيد المبطي، رئيس مجلس الغرف السعودية، باستقطابه لأربعين شركة متخصصة في المجال العقاري من داخل وخارج المملكة، فضلاً عن عدد من شركات التمويل الكبرى، وذلك في محاولة لردم الفجوة بين العرض والطلب في السوق السعودي، واستعراض المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات العارضة للزوار الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم 10,000 زائراً.
صرح المهندس عبد الله المبطي، رئيس مجلس إدارة مجلس الغرف السعودية خلال افتتاحه للمعرض بأن المعارض العقارية تشكل مؤشرا إيجابيا في تنمية القطاع العقاري في السعودية، علاوة عن دورها في رفع مستوى الوعي لدي الشريحة الراغبة في اقتناء العقار السكني بنظام الرهن العقاري، ومساعدته في اتخاذ القرار المناسب، لافتا بأن لدى مجلس الغرف السعودية خطة لدعم وزيادة عدد المعارض العقارية في مناطق السعودية، ومن المقرر أن تعلن عن ملتقى عقاري هام خلال الأسابيع القادمة .
وأوصى المهندس المبطي كافة المستثمرين في القطاع العقاري إلى الاستغناء عن أساليب البناء التقليدية التي تعتمد بالدرجة الأولى على كثافة اليد العاملة وتحتاج إلى زمن طويل لانجاز المشاريع، والتي تشكل عبء على الاقتصاد الوطني حيث أن قرابة 2 مليون عامل غير سعودي يعملون في قطاع البناء، أشار بأن أساليب البناء الحديثة التي تعتمد على المواد المسبقة الصنع هي الحل الأمثل الذي يوفر الوقت بنسبة تقارب 30% من الزمن المطلوب لانجاز المشاريع، مشيرا بأن دور العالم المتقدمة تعمل بالأساليب الحديثة، وهي من أهم الحلول المساهمة في حل أزمة السكن .
وأشاد المهندس المبطي بالمشاريع الحيوية والكبرى التي تم الإعلان عنها خلال جولته في معرض سيتي سكيب الرياض 2012م ، حيث لمسنا تنوع في الخبرات العالمية التي نحتاج إليها السوق العقاري.
ويشير الأستاذ حسين الحارثي، مدير عام شركة المعارض الوطنية “إقرار قانون الرهن العقاري وإعلان مؤسسة النقد العربي السعودي الذي صدر مؤخراً شكلا موجة من الانطباعات الإيجابية في السوق العقاري بشكل عام، وبين شركات التمويل على وجه الخصوص”.
وأكد الأستاذ الحارثي أن هناك شركات تستعد لإطلاق عملياتها في المملكة، في حين تستعد أخرى لتقديم منتجات وخدمات جديدة تحسباً لزيادة الطلب الذي سينشأ فور اعتماد قانون الرهن العقاري بصيغته النهائية. وأشار إلى أن “دار التمليك، وعبد اللطيف جميل المتحدة للتقسيط العقاري، ومجموعة سامبا المالية والعديد من الشركات الأخرى تشارك جميعاً بمعرض سيتي سكيب الرياض للاستفادة من منصته الفريدة لإطلاق مشاريعهم وخدماتهم الجديدة واغتنام الفرص الواعدة التي يقدمها هذا الحدث العقاري الهام”.
من جهتها، توظف شركة كنان الدولية للتطوير العقاري تواجدها بالمعرض للإعلان عن إطلاق مشروعها السكني الأول في العاصمة الرياض (مشارف هيلز) الذي يحتل موقعاً استراتيجياً شمالي غرب الرياض، ويمتد على مساحة إجمالية قدرها مليون متر مربع. ويوفر المشروع تجربة عيش فريدة من خلال فلل سكنية عالية الجودة ومساحات خضراء شاسعة الأمر الذي يميزه عن المشاريع السكنية الأخرى. وحول المشروع، أوضح نضال جمجوم، الرئيس التنفيذي لشركة كنان “أكملنا بالفعل أعمال البنية التحتية، ونحن حالياً على وشك الانتهاء من تجهيز فلل العرض ومركز المبيعات، وذلك استعداداً لبدء البيع في أوائل العام 2013 بعد الحصول على تراخيص البيع الرسمية النهائية”.
وكانت كنان أعلنت مؤخراً إطلاق المرحلة الثالثة من مشروعها الرائد (مشارف) بمدينة جدة، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته المرحلتان الأولى والثانية، واللتان تمثلان أكثر من 75٪ من كامل وحدات المشروع الذي يستهدف شريحة ذوي الدخل المتوسط. وصرح الأستاذ جمجوم “سيتي سكيب الرياض يمثل فرصة فريدة من نوعها للتواصل مع عملائنا، والمساهمة في دعم المبادرات الحكومية الرامية إلى تضييق الفجوة بين العرض والطلب على الوحدات السكنية في المملكة”.
من جهة أخرى، استهلت اللقاءات العقارية أعمالها بكلمة ألقاها الدكتور سعود الملق، نائب رئيس مجلس إدارة شركة كيه إس إس جي للاستثمار، والتي شدد فيها على قوة الاقتصاد السعودي، مشيرا إلى أن أجندة الإصلاح الاقتصادي يجري تنفيذها على قدم وساق بالمملكة، وأنها تعزز إرساء الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
وبيّن الدكتور الملق أن جهود الحكومة في إعادة تأهيل وبناء البنية التحتية من خلال سوق النفط القوية من شأنها أن تضيف فائضاً للميزانية سيصل إلى 500 مليار ريال خلال هذا العام. وبين الدكتور الملق أن الجهود الحكومية لا تقتصر على الإصلاحات المادية وغير المادية فحسب، بل تتعدى ذلك لتشمل قانون الرهن العقاري الذي طال انتظاره، وسيعطي دفعة إضافية للقطاع العقاري من خلال اللوائح التنظيمية الصحيحة التي ستمكن هذ القطاع الحيوي من الازدهار والمساهمة في التقدم الاقتصادي المستدام للمملكة.
وقد تركزت أعمال اليوم الأول على سوق العقارات السكنية، وتحدث خلالها الأستاذ نبيل المبارك، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة)، حيث ألقى الضوء على سوق الائتمان الناشئ بالمملكة، وجهود (سمة) في تعزيز وتطوير الأنظمة التي تتيح للمستثمرين والمواطنين بناء الائتمان لدعم تمويل المنازل.
وشدد الأستاذ المبارك على أهمية مساعي (سمة) في تزويد المطورين العقاريين بالإحصاءات والبيانات التي يحتاجونها لمساعدهم على التخطيط لمشاريعهم المستقبلية لتكون أهدافهم وتطلعاتهم واقعية. وأوضح أنه من خلال التخطيط الناجح يمكن للمستثمرين تحسين تصنيفاتهم الائتمانية بشكل كبير في السوق السعودي الناشئ.
ويشير زهير حمزة، المدير التنفيذي لشركة تمليك إلى أنه “في ظل تعاظم التحديات وتزايد حدتها، ينبغي أن تتسم الحلول المطروحة بالديناميكية والسرعة وأن يكون تأثيرها واسعاً وعميقاً. وبطبيعة الحال، يتوقف نجاح الجهود الرامية لحل مشكلة ما على المكونات التي يتألف منها ذاك الحل.
ويقول زهير “أما حل مشكلة الإسكان الميسر في المملكة، فيعتمد بشكل كبير على الرؤية المحددة التي يملكها كلا القطاعين الخاص والعام لتجاوز هذا التحدي الهام. يمكن إنجاز هذا الحل بشكل مشترك أو بشكل مستقل. لكن، عندما يتفاقم الإشكال ويتحول إلى أزمة، فإن الحل لا بد وأن ينبع من تحالف استراتيجي بين القطاعين العام والخاص للحصول على نتائج أساسية مرضية. وإذا ما قمنا بدراسة واضحة للأهداف والغايات، والعملانية، والأدوار، فإن ذلك سيسهم في تصميم المفهوم الأنسب لهذا التحالف”.
النخلة العقارية، وهي إحدى شركات مجموعة محورين الدولية عرضت اثنين من مشاريعها العقارية، وهما مشروع إنشاء برج محورين وذلك في موقع استراتيجي بقلب الحدث الاقتصادي مقابل مركز الملك عبدالله المالي، ومشروع فلل قرية النخلة السكني على بوابة الرياض بالقرب من مطار الملك خالد الدولي.
وحول مشاركة النخلة العقارية في المعرض، علق السيد خالد الجميد، رئيس مجلس إدارة شركة النخلة العقارية “تهدف النخلة العقارية لاحتواء وتحقيق التوازن بين العرض والطلب المتزايد على القطاع العقاري السكني والتجاري. لذا بدأت مهمتنا بوضع حلول معاصرة تواكب النمو الاقتصادي المتسارع وتوفر بيئة سكنية تحتوي التضخم السكاني”.
ومع وجود العديد من المشاريع العقارية الكبرى بالسوق السعودي، ما من شك أن معرض سيتي سكيب الرياض يعد أحد الأحداث العقارية الرائدة على مستوى المملكة التي تسهم في دعم رؤية حكومة المملكة لتحقيق النمو في صناعة العقارات، وتسليط الضوء على معالم التنموية والعمرانية المميزة والمبتكرة، وتوفير إمكانية الوصول المباشر إلى أكبر سوق عقاري في المنطقة – ألا وهي المملكة العربية السعودية.