أخصائيو الأمراض الصدرية السعوديون يشيرون إلى انتشار التشخيص الخاطئ للتليُّف الكيسي خبراء الرعاية الصحية في السعودية يناقشون التليُّف الكيسي في إطار الفعاليات المرتقبة لمؤتمر الصحة العربي ٢٠١٤

التليُّف الكيسي مرض وراثي مزمن يصيب أجهزة متعددة في الجسم. ويورث في نمط وراثي متنحٍ، مما يزيد الإصابة به في المناطق التي ينتشر فيها زواج الأقارب؛ كما هو الحال في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط الأخرى. وفقًا لدراسة أجراها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، تضم السعودية الجزء الأكبر من المرضى المصابين بالتليُّف الكيسي في منطقة الخليج[i].

في هذا السياق، يناقش الدكتور يزن سعيد استشاري الحساسية والربو والمناعة والأمراض الصدرية للأطفال بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام في السعودية موضوع التليُّف الكيسي في الشرق الأوسط خلال مؤتمر طب الأطفال الذي يُعقد في إطار فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي الذي يُقام في الفترة من ٢٧ إلى ٣٠ يناير ٢٠١٤ في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.

يُعتبر التليُّف الكيسي من الأمراض المتطورة التي تؤدي إلى الإضرار بأعضاء الجسم والوفاة، حيث تتصدر الأمراض الصدرية أسباب الوفاة وتليها المراحل المتقدمة من مرض الكبد (ثاني أكثر أسباب الوفاة انتشارًا). كثيرًا ما يتسبب التليُّف الكيسي كذلك في اختلال وظائف البنكرياس، والإصابة بأضرار داخلية (ليؤدي إلى سوء الامتصاص وتأخير النمو) وخارجية (ليؤدي إلى مرض السكري المرتبط بالتليُّف الكيسي)، كما يؤدي التليُّف الكيسي إلى حدوث عقم للجزء الأكبر من الذكور وضعف خصوبة للإناث.

وفقًا للدكتور سعيد، “يظل التليُّف الكيسي دون تشخيص في كثير من الحالات بالسعودية والشرق الأوسط. ويتم علاج الكثير من المرضى ظنًا أنها عدوى صدرية متكررة، ومرض مشابه للربو، وإسهال مزمن، وعدم قدرة على النمو. تتسبب بعض طفرات التليُّف الكيسي في مرض خفيف وغير معتاد يصيب عضوًا أو أكثر بالجسم، مما يزيد من صعوبة تشخيصه. يفسر انخفاض الوعي والخبرة بهذا المرض عدم القدرة على تشخيصه أو تأخر التشخيص، لكن الأهم من ذلك هو الافتقار إلى أدوات التشخيص والفنيين أصحاب الخبرة في الكثير من مرافق الرعاية الصحية في المنطقة”.

اعتمدت الكثير من البلدان الغربية فحص الأطفال حديثي الولادة للتأكد من عدم الإصابة بالتليُّف الكيسي، وذلك بهدف التشخيص والتدخل المبكرين، أما الهدف طويل المدى، فهو الوقاية من إصابة أعضاء الجسم بأضرار أو تأخير الإصابة وإطالة العمر المتوقع للمريض. وقد أثبت هذا المنهج أنه اقتصادي على المدى الطويل في البلدان التي ينتشر فيها التليُّف الكيسي.

تابع الدكتور سعيد حديثه قائلاً، “مع ذلك، فقرار اعتماد هذا المنهج في السعودية والشرق الأوسط يعوقه نقص المعلومات المناسبة حول مدى انتشار المرض والدراسات التي تثبت فعالية التكلفة”.

التليُّف الكيسي له آثار اقتصادية هائلة سواء على مستوى المرضى أو الأسر أو نظام الرعاية الصحية.

أضاف الدكتور سعيد، “تتعدد الأدوية المستخدمة في علاج هذا المرض، وهي مكلفة وتستهلك الكثير من الوقت. وعلى الرغم من حصول المرضى الذين يصلون إلى مرحلة فشل أحد أعضاء الجسم (مثل الرئة أو الكبد) على إمكانية زرع هذا العضو، إلا أن النتيجة لا تزال دون المستوى. ومن هذا المنطلق، تم تكريس الجهود لإجراء فحوصات للكشف عن هذا المرض، فضلاً عن التشخيص والتدخل المبكرين، وذلك للإبطاء من إصابة العضو أو الوقاية من الإصابة وزيادة العمر المتوقع للمريض”.

 [i]http://www.bahrainmedicalbulletin.com/december_2003/Letter.pdf

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الطبية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.