اجتمع السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية السيد لي تشنغ ون بعدد من الإعلاميين في صالون السفارة ظهر الخميس الماضي الموافق 13 من نوفمبر 2014م في حوار مفتوح معهم ومناقشة عدة مواضيع منها نمو الاقتصاد الصيني والتعاون الخارجي.
قال السفير الصيني إن الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم تشهد ” وضعا طبيعيا جديدا” ناشئا، ألا وهو أن الاقتصاد الصيني غيّر من وتيرة نموه إلى السرعة العالية سابقا إلى المتوسطة والعالية، واستمر الهيكل الاقتصادي في التحسن والارتقاء، كما يتزايد دفع الاقتصاد إلى الأمام من خلال الابتكار على نحو متزايد بدلا من مدخلات عوامل الإنتاج والاستثمار .إن “الوضع الطبيعي الجديد” للاقتصاد الصيني يتميز بتسجيل ” نمو كبير رغم التباطؤ”، ونمو “أكثر استقرارا والمزيد من القوى الدافعة المتنوعة للنمو” و”تحسين وترقية” الهيكل الاقتصادي و”تبسيط الإدارة وتفويض السلطات لمستويات أقل” . ما زال الاقتصاد الصيني يحافظ على النمو المستقر والمستمر. والى جانب ذلك، صدر البيان عقب الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية ال18 للحزب، والتي ركزت على “دفع حكم القانون بشكل شامل” في الصين، وان الهدف العام هو بناء منظومة تخدم “حكم القانون فى ظل الاشتراكية ذات الخصائص الصينية” وبناء دولة فى ظل “حكم القانون الاشتراكي”، الأمر الذي يوفر بيئة أفضل لتنمية الصين.
لفت تشنغ ون الى أن رئيس الصين شي جين بينغ أكد أثناء قمة الرؤساء التنفيديين ضمن اجتماعات منظمة التعاون الإقتصادي لآسيا- المحيط الهادئ (الأبيك) أن الاقتصاد الصيني يتواصل ويتفاعل مع الإقتصاد العالمي بشكل أكثر وأعمق، حيث من المتوقع أن تبلغ قيمة الإستثمارات الصينية في الخارج خلال السنوات العشرة المقبلة 1.25 تريليون دولار أمريكي. ومن المخطط أن تتجاوز قيمة الواردات الصينية من البضائع خلال السنوات الخمس المقبلة حاجز ال10 تريليونات دولار أمريكي، بينما سيتجاوز عدد السياح الصينيين الى الخارج ال500 مليون. إن استقرار وتنمية الصين ستفيد العالم وتجلب مزيدا من الفرص والتعاون.
وأشار تشنغ ون أن في السنة الماضية، طرح الجانب الصيني مبادرة التشارك في بناء “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن الـ21″ ( “الحزام والطريق”) وعلى هذا الأساس، صدر قادة الدول الآسيوية البيان الصحفي المشترك للحوار حول شراكة الترابط. وإن الصين ستسهم ب40 مليار دولار أمريكى لإقامة صندوق لطريق الحرير، لتمويل تنمية البنية التحتية والموارد والتعاون الصناعي بين البلدان الواقعة على “الحزام و الطريق”.
وأضاف أن الصين تعمل على تحريك عملية إقامة منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك في العام الحالي. وإن موافقة الاقتصادات الأعضاء في الأبيك على خارطة الطريق لإقامة منطقة التجارة الحرة لآسيا -الباسيفيك خطوة تاريخية تمثل الإطلاق الرسمي لهذه العملية وتؤكد على ثقة الأبيك وتصميمه على دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي قدما.
على الصعيد الصيني – العربي قال السفير الصيني إن التشارك في بناء “الحزام والطريق” سيجعل الدول العربية في مقدمتها السعودية منطقة محورية في هذه الطريق العظيمة التي تربط قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا بريا وبحريا. انطلاقا من ذلك فطرح الجانب الصيني إطار تعاون “1+2+3”. “1” يمثل ضرورة اتخاذ التعاون في مجال الطاقة كالقاعدة الأساسية. ويمثل “2” ضرورة اتخاذ مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين، أما “3” فيقصد بضرورة الارتقاء بمستوى التعاون العملي الصيني العربي في 3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة كنقاط اختراق تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقات الجديدة.
أضاف أنه في هذا السياق، شهدت علاقات الصداقة والتعاون الصينية السعودية نموا سريعا ومثمرا، فقد أصبحت المملكة أكبر مصدر للنفط الخام للصين، وأكبر شريك تجاري في غربي آسيا وإفريقيا لمدة 12عام على التوالي. وتتمتع التعاون الثنائي في المجالات المذكورة بمستقبل واعد. وفي أواخر الشهر الجاري، ستعقد في الرياض الدورة الرابعة لمؤتمر التعاون الصيني العربي لمجال الطاقة حيث تجرى مباحثات واسعة النطاق بين الصين والدول العربية في اكتشاف النفظ والغاز والاستخدام السلمي للطاقة النووية والتعاون للطاقات المتجددة.
قال السفير الصيني إن الأطراف المشاركين للأبيك توصلت الى نقطة مشتركة وهي أن التكامل الاقتصادي الإقليمي دافع قوي للنمو المستمر. تجري الصين الآن مفاوضات لإقامة المنطقة الحرة مع أطرف عديدة بما فيها مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يولي الجانب الصيني اهتماما بالغا به. وإن إقامة منطقة التجارة الحرة هذه ستصب قوة دافعة للتجارة الصينية الخليجية والعلاقات الصينية الخليجية على مدى طويل، فيجب إسراع إقامتها لتحقيق المصالح المشتركة في أقرب وقت ممكن. تلعب السعودية باعتبارها الدولة الرائدة في الخليج دورا مهما في هذا الصدد، فعلى الطرفين أن يضافرا جهودا لدفع عملية المفاوضات وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.
وحول قمة مجموعة الدول العشرين (G20) في أستراليا، أكد السفير الصيني أن المملكة هى دولة عربية وحيدة في G20 وتتمتع بمكانة هامة في الهيكل الاقتصادي والطاقي العالمي. ظلت الصين والمملكة تجريتان اتصالات والتنسيق والتعاون بشكل كثيف في إطار G20، وقدمتا مساهمة إجابية في ضمان مصالح الدول النامية وتحسين الإدارة الاقتصادية العالمية. نتطلع الى مواصلة التنسيق والتعاون مع الجانب السعودي في القمة من أجل الأهداف المشتركة.
الجدير ذكره أن صالون السفارة سيكون مقرا للنقاش المفتوح مع الصحفيين والإعلاميين في السعودية بشكل دوري وفق أوقات زمنية تحدد لدعوة النخب الإعلامية للنقاش المفتوح مع السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية السيد لي تشنغ ون وفق مواضيع تحدد معهم لنقاشها كأول مبادرة من نوعها.