“الجامعة الأميركية في الشارقة” و”جامعة كامبردج” تطلقان تقريراً عن اعتناق الإسلام بين النساء البريطانيات

جدة، 10 مارس 2013 – طرح خبراء من “الجامعة الأميركية في الشارقة” و”جامعة كامبردج” رؤاهم الخاصة حيال تقرير عن ” اعتناق الإسلام في بريطانيا: وجهات نظر نسائية” الذي أعده في وقت سابق من العام الجاري البروفيسور ياسر سليمان، رئيس المشروع والمدير المؤسس “لمركز الوليد بن طلال للدراسات الإسلامية بجامعة كامبردج”، بالتعاون مع مؤسسة “مشروع المسلمين الجدد” في ماركفيلد.

وشكلت جلسة النقاش، التي شهدت إصدار التقرير رسمياً للمرة الأولى، جزءاً من المؤتمر المشترك بين الجامعتين بعنوان “وجهات نظر حول دراسات الشرق الأوسط” الذي عالج أحدث الأبحاث والرؤى المتعلقة بمجموعة من المسائل التي ترسم ملامح النقاشات العالمية حول دراسات الشرق الأوسط.

ويستند تقرير ” اعتناق الإسلام في بريطانيا: وجهات نظرٍ نسائية” على بحث تم إجراؤه في المملكة المتحدة يروي ويحلل قصص نساء اعتنقن الإسلام. ويعالج التقرير عدداً من المسائل بما فيها الحجاب، والزواج، والطلاق، وتعدد الزوجات، والعلاقة الزوجية، والعنف المنزلي، وأحكام المسجد للنساء المسلمات، والتحديات التي تواجه أطفال السيدات اللواتي اعتنقن الإسلام، والدور الذي تلعبه هؤلاء النساء كجسر لنقل الثقافة الإسلامية السمحة إلى غير المسلمين في المجتمع. ويركز التقرير على النساء اللواتي اعتنقن الإسلام في بريطانيا موضحاً انتماء المسلمات الجدد اللواتي شاركن في المشروع إلى خلفياتٍ عرقيةً وقوميةً ودينيةً ولا دينيةً تميز تعددية المجتمع البريطاني.

وفي إطار عرضه للتقرير خلال جلسة النقاش، قال البروفسور ياسر سليمان: “أجمع المشاركون في التقرير على صعوبة تحديد الأسباب التي تدفع بالمرأة في بريطانيا إلى اعتناق الدين الإسلامي، وحصرها بالزواج أو أي سبب معيّن آخر. وتشير المشاركات في المشروع إلى تضافر عددٍ من الظروف والأسباب لاعتناق الدين الإسلامي من قبل نساء بريطانيات ينتمين لخلفيات دينية متنوعة. وقد عملنا على توصيف تجربة النساء اللواتي اعتنقن الإسلام في المجتمع البريطاني المعاصر، ودراسة العلاقة بين هذا التحوّل وإرث المجتمعات الإسلامية والمجتمع الأوسع مع الإشارة إلى مختلف السياقات السياسية والاجتماعية والدينية المرتبطة بذلك”.

ويشير التقرير إلى عدم بلوغ الانسجام التام بين المسلمات الجدد والمجتمعات الإسلامية التي يصبحن جزءاً أساسياً منها، حيث  تعكس هذه النساء تنوع الثقافات والعرقيات والمعتقدات والحقائق الاجتماعية والاقتصادية التي تميز المجتمع البريطاني، الأمر الذي يتطلب تطوير استجابات خاصة تضع في حسبانها هذه الخصائص المتنوعة.

وأضاف البروفسور سليمان: “تعتبر الهوية بالنسبة للعديد من المسلمات الجدد بمثابـة عملية سلسة ومستمرة من التقييم الذاتي وإعادة التقييم، الأمر الذي ينسجم مع إمكانية الوصول إلى إدراك مرضٍ لمفهوم الذات. ويتغير مفهوم الهوية مع سعي المسلمات الجدد لتطوير فهمهن للإيمان”.

من جانب آخر، عبّرت الدكتورة نوار غولي، الاستاذ المساعد في قسم النظريات الأدبية والدراسات النسائية في “الجامعة الأميركية في الشارقة” والتي أدارت الجلسة، عن إعجابها بالتقرير الذي رسم صورة عن النساء اللواتي يعتنقن الإسلام في بريطانيا. وقالت غولي بهذا الصدد: “يبين التقرير مدى الحاجة إلى مساعدة المسلمات الجدد للاندماج في المجتمع الإسلامي بغية تمكينهن من لعب دور إيجابي فيه”.

ويتناول التقرير أساليب المسلمات الجدد للحفاظ على إيمانهن خلال التحديات التي يتعرضن لها، والمستوى الذي يمكن أن تسهم فيه الشكوك بتغيير مفاهيمهن حول الإسلام، والطرق المثلى لفهم الإسلام ودمجه في حياتهن كجزء من مشروع يستمر مدى الحياة. وناقشت المسلمات الجدد الآليات التي يعتمدنها لتقييم وصياغة واستيعاب عقائدهن الدينية.

ويسلط تقرير ” اعتناق الإسلام في بريطانيا: وجهات نظر نسائية” الضوء علـى الحاجة إلى زيادة مستويات الدعم لمجتمع المسلمات الجدد، الأمر الذي يستدعي تعزيز شبكة مؤسسات الدعم لتعبر بشكل شامل عن التكوين متعدد الثقافات للبريطانيات اللواتي اعتنقن الدين الإسلامي. كما يستوجب ذلك إقامة مؤسسات داعمة تعمل على الصعيدين المحلي والدولي في سبيل توفير أفضل الخدمات بالتوازي مع الوصول إلى محافل صنع القرار لتوفير مصادر المساعدة والدعم للمسلمات الجدد. وتنبع أهمية هذه الخدمات من قدرتها على معالجة القضايا والمخاوف التي تواجه المسلمات الجدد أنفسهن.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف ابحاث. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.